كشف معتقلون سابقون في سجن أوكلاهوما بأمريكا، أنهم تعرضوا لـ"أساليب تعذيب" متنوعة، من بينها الاعتداء اللفظي والجسدي، فضلاً عن الوقوف لساعات وإجبارهم على الاستماع إلى أغنية الأطفال بيبي شارك Baby Shark.
جاء ذلك في دعوى حقوقية مدنية رُفعت أمام محكمة فيدرالية الأسبوع الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة The Washington Post، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
رُفعت الدعوى على رئيس شرطة مقاطعة أوكلاهوما، تومي جونسون الثالث، ومفوّضي المقاطعة، وهيئة العدالة الجنائية في مقاطعة أوكلاهوما، وضابطين سابقين.
تقول الدعوى القضائية إن "أغنية بيبي شارك والموسيقى الشعبية بشكل عام لها تاريخ طويل في استخدامها أداة للتعذيب"، فخلال 2019، شغّل مسؤولون في فلوريدا أغنية بيبي شارك دون توقف لمنع المشردين من النوم أو الإقامة في الحدائق.
في معتقل غوانتانامو أيضاً، كان المحققون يشغلون موسيقى صاخبة لتعذيب المعتقلين، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
أحد المدعين في الدعوى دانيال هيدريك، نُقل من زنزانته إلى غرفة الزيارة الخاصة بالمحامين، وهناك شغل ضابطان الأغنية دون توقف.
كذلك اصطُحب جوزيف ميتشل، وهو مدعٍ آخر في الدعوى، إلى غرفة خالية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، وقُيدت يداه خلف ظهره وأُجبر أيضاً على الاستماع إلى بيبي شارك وهو يقف لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات ملتصقاً بالجدار.
كما تعرض مدعٍ ثالث، جون باسكو، لظروف مماثلة: العزل، والتقييد، والإجبار على الاستماع إلى الأغنية لمدة ساعتين تقريباً، بحسب الصحيفة البريطانية، وتُشير الدعوى إلى أن "صوت الأغنية كان مرتفعاً جداً لدرجة أن صداها كان يتردد في الأروقة".
أوضحت الدعوى أيضاً أن هؤلاء الرجال "لم يشكلوا أي تهديد للضباط أو أي شخص آخر"، وأنهم كانوا "مطيعين" و"لا يقاومون أي أمر قانوني".
بعد تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في أوكلاهوما في هذه الحوادث العام الماضي، اُتهم موظفا السجن السابقان وكذلك مشرفهما بالتآمر والتعامل بقسوة مع سجين، وفقاً للدعوى القضائية.
من جانبه أكد المدعي العام لمقاطعة أوكلاهوما، ديفيد براتر، بعد تحقيق، أن ضابطين هما مايلز وبتلر لديهما تاريخ في إساءة معاملة المعتقلين وكلاهما صدر بحقه شكاوى عديدة، وسبق أن بررت الشرطة سلوكها الغريب بأن "عزف الموسيقى كان مزحة بين مايلز وبتلر".
وصف براتر استخدام أغنية بيبي شارك في السجن بأنه تصرف "قاسٍ ولا إنساني"، قائلاً إنه يضع "ضغطاً نفسياً مفرطاً على المعتقلين الذين كانوا يعانون بالفعل على الأرجح".
يُشار إلى أن أغنية "بيبي شارك" من أكثر أغاني الأطفال شهرة في العالم.