أعلنت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان بشأن الأزمة الحالية في إثيوبيا، وذلك على خلفية اعتراض روسيا.
حيث قالت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، إن الوفد الروسي أعاق صدور مشروع بيان من مجلس الأمن بشأن الأزمة الإثيوبية.
المصادر لفتت إلى أن موسكو استخدمت حق ممارسة "كسر حاجز الصمت" لمشروع البيان، الذي أعدَّته إيرلندا.
والمقصود بـ"كسر حاجز الصمت" أن تقوم الدولة الرافضة لصدور البيان بإبلاغ رئاسة مجلس الأمن اعتراضها عليه قبل حلول الساعة المحددة، وهو ما قامت به روسيا، فحال رفضها (كسر حاجز الصمت) دون صدوره.
فيما أوضحت المصادر أن صدور البيان كان يتطلب مثل كل بيانات المجلس الرئاسية أو الصحفية، موافقة جميع ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددها 15 دولة.
"موقف موحد"
من جهته، قال نائب المتحدث الأممي، فرحان حق، للصحفيين، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يرغب في رؤية موقف موحد من جميع أعضاء المجلس إزاء الأزمة في إثيوبيا".
كان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن، في وقت سابق من الجمعة، جلسة مفتوحة بشأن الأزمة الإثيوبية، بناءً على طلب رئيس المجلس، السفير المكسيكي خوان رامون دي لا فوينتي، وبدعم 4 دول هي أيرلندا، وتونس، وكينيا والنيجر.
في حين حذَّر مشروع البيان من تداعيات توسُّع العمليات القتالية على الاستقرار في إثيوبيا وبلدان المنطقة.
كما دعا المشروع جميعَ الأطراف إلى إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون تأخير.
كذلك حث الأطراف على "التعاون مع الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي، بغية تحقيق وقف إطلاق النار وحلٍّ سريع وسلمي للنزاع".
تحالف المتمردين
في وقت سابق من الجمعة، شكّلت 9 فصائل مناهضة للحكومة المركزية في إثيوبيا تحالفاً جديداً أُطلق عليه اسم "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية"، ويضم تحت لوائه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تقاتل حكومة آبي منذ عام، في حرب أودت بحياة الآلاف وأرغمت أكثر من مليونين على النزوح.
قبل الإعلان عن التحالف الجديد كان جيش تحرير أورومو انضم بالفعل إلى قوات تيغراي. وأكدت الجماعتان أنهما في بلدة كميسي بولاية أمهرة على بُعد 325 كيلومتراً من العاصمة.
في المقابل، اتهمت الحكومة الإثيوبية قوات تيغراي بالمبالغة في تصوير مكاسبها على الأرض.
في غضون ذلك، ناشد الجيش الإثيوبي، الجمعة، جنوده المتقاعدين وقدامى المحاربين، العودة لصفوف القوات المسلحة الاتحادية والمشاركة في العمليات العسكرية التي تهدف إلى صدّ تقدم قوات تيغراي، فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية مواطنيهما في إثيوبيا إلى المغادرة "في أقرب فرصة ممكنة".
كانت الحكومة والسلطات المحلية بإثيوبيا قد طلبت في الأسبوع الماضي، من المدنيين بالعاصمة تسجيل أسلحتهم والاستعداد للدفاع عن مناطقهم.
تطورات متسارعة
مؤخراً، شهد إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، تطورات متسارعة، حيث أعلنت أديس أبابا حالة الطوارئ في عموم البلاد، نتيجة تقدُّم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بولاية أمهرة، في الإقليم.
كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قد أعلنت، يومي السبت والأحد، السيطرة على مدينة ديسي الاستراتيجية وكومبولتشا في الإقليم.
تأتي التطورات في "تيغراي" بعد مرور عام كامل على اندلاع اشتباكات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي والجبهة، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
إزاء تلك التطورات، دعت دول إفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، الخميس، بعد أن قالت قوات إقليم تيغراي بالشمال إنها اقتربت من العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.