قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، نقلاً عن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إنّ التخفيضات التي ضربت ميزانية الوكالة -ومنها خفض منحة المملكة المتحدة إلى النصف- جعلتها على مشارف الانهيار.
بريطانيا هي الأخرى خفضت منحتها الأساسية بأكثر من 50%، لتتراجع من 57.08 مليون دولار عام 2020 إلى 27.94 مليون دولار عام 2021.
أزمة وجودية للمنظمة
قال المفوض العام لـ"الأونروا"، التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، إنّ الوكالة تمر بأزمةٍ وجودية نتيجة عجزٍ في الميزانية بقيمة 100 مليون دولار في عام 2021، فضلاً عن أسلوب التمويل المُتبع على المدى الطويل داخل الوكالة، والذي تبيّن أنّه غير مستدام.
كما أردف أن المزاج العام بين الفلسطينيين أصبح مُغلّفاً بالألم، وحالة من الغليان اليائس، وفقدان الأمل. وحين تُعاني وكالة الأمم المتحدة مالياً من أجل تقديم الخدمات الأساسية؛ يخلق ذلك شعوراً عميقاً بينهم بأن الوكالة قد تخلّت عنهم، بحسب لازاريني.
كانت المملكة المتحدة ثالث أكبر الدول المانحة لوكالة الأونروا إجمالاً عام 2020، لكنّ خفض تمويلها مؤخراً وضعها في قائمة المساهمين من الدرجة الثانية. وتُشغّل الوكالة نحو 700 مدرسة تتسع لـ550 ألف طفل، كما تُوفّر مراكز صحية ورعاية اجتماعية للاجئين الفلسطينيين وأبنائهم.
تابع لازاريني: "هناك تأثيرٌ مباشر لهذا القرار السياسي، حيث إنه يُقلّص حجم ميزانية المساعدات من 0.7% إلى 0.5% من إجمالي الدخل القومي. ولهذا الأمر تداعيات إنسانية، وتأثير على التنمية البشرية. ونحن نُقدّر أن تقليص الميزانية هذا سيُؤثّر على 70 ألف طالب وطالبة داخل مدارسنا".
خفض التمويل
أنكر لازاريني كون الوكالة قد أُصيبت بالتضخم، وذلك خلال زيارته للندن من أجل حث وزارة الخارجية على إعادة التفكير في خفض التمويل. وأردف: "لدينا الموارد نفسها التي كانت لدينا عام 2013، لكن الطلب على خدماتنا زاد بمرور السنوات، لذا لم يكن أمامنا خيارٌ سوى اللجوء لتدابير التقشف الصارمة من أجل الحفاظ على استمرارية الخدمات".
أفاد بأن ميزانية الوكالة الأساسية التي تقدر بـ800 مليون دولار، يجب أن تعتمد على أساسٍ قابلٍ للتنبؤ أكثر، وسوف يُعقد مؤتمرٌ خاص في بروكسل الشهر الجاري؛ لحث المانحين على إنهاء سياسة تمويل الكفاف السنوي للوكالة.
قال: "هذه ليست مشكلةً قصيرة الأمد. إذ إنّ نموذج تمويلنا الحالي يقود الوكالة إلى الانهيار. وقد صارت الأوضاع غير مستقرة بدرجةٍ تُسبب أزمةً وجودية للمنظمة ككل. والوضع يزداد تفاقماً عاماً تلو الآخر. ونحن الآن في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لكننا لا نملك شيئاً في حسابنا المصرفي. ولا أعلم كيف سنغطي التكاليف والأجور، الأمر الذي سينعكس على آلاف المعلمين والعاملين في الخدمات الصحية، وبالتالي سنفقد خدمات حيوية وسط بيئةٍ غير مستقرة على الإطلاق. لقد دخلنا العام الجاري، بالتزامات مالية حرجة، ولا يمكننا طباعة أو اقتراض المال. كل ما نستطيع فعله هو محاولة التأجيل والبناء".
كما أردف لازاريني قائلاً إن وكالة الأونروا "لا بديل عنها" في ما يتعلّق بتوفير التعليم للاجئين الفلسطينيين. وتابع: "يجب أن نسأل عما سيحدث لأولئك الأطفال إن لم نستطع تعليمهم في حال إغلاق المدارس. ستحدث فجوة، وسندخل أراضي مجهولة. وبالتالي يجب أن نسأل عن هوية من سيسد هذه الفجوة في مناطق مثل غزة ومخيمات اللاجئين بلبنان. لكننا لا نمتلك إجابة".