تحدثت تقارير عن أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أونغ، الذي عادة ما يوصف بـ"الديكتاتور"، أزال صور أبيه وجده، وبدأ في الترويج لأيديولوجيته الخاصة "الكيم-جونغ-أونية"، في جهود واضحة للانفصال عن ظلال أسلافه المبجلين، والتأكيد على أوراق اعتماده بوصفه قائداً بطلاً للبلاد.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنه وفقاً لوكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية، أصبح المصطلح الجديد يُستخدم في الدوائر الحكومية، إضافة إلى أن صور والد كيم، الراحل كيم جونغ إل، والرئيس المؤسس كيم إل سونغ، قد أُزيلت من البنايات الرسمية في العاصمة بيونغ يانغ.
كذلك بدأت وسائل الإعلام الحكومية في الإشارة إلى الرئيس الحالي كيم جونغ أون بـ"القائد العظيم"، وهو لقب كان مخصصاً في السابق للجد كيم إل سونغ.
الصحيفة البريطانية قالت إن هذه التغيّرات غير مسبوقة في كوريا الشمالية؛ حيث كان التواضع في التعامل مع الأسلاف دائماً ركناً أساسياً بالنسبة لعائلة كيم، وتشير التغيرات إلى أنه قبل شهر من الاحتفال بالذكرى العاشرة لخلافة أبيه في موقع قيادة البلاد، يبدو كيم جونغ أون، 37 عاماً، واثقاً للغاية في قوته وسلطته.
فيودور ترتيتسكي، المتخصص في الشأن الكوري الشمالي لدى جامعة غكمن في العاصمة الكورية الجنوبية سول، قال في تصريح لموقع NK News: "لا يمكن أن تكون الإشارة أوضح من ذلك. كيم جونغ أون لا يحب جوانب محددة من النظام الذي صاغه أبوه وجده، وتحديداً الجانب الذي يربط شرعية الوريث باحترام أسلافه. يريد الزعيم الحالي أن يكون نسخة المستبد الخاصة به".
بحسب صحيفة The Times، لم يتضح المعنى من هذا المصطلح، فبدلاً من وصفه فكرة سياسية محددة، ربما لا يعدو استخدامه مجرد الإشارة إلى تأكيد واسع على عظمة وحكمة كيم جونغ أون.
كانت كوريا الشمالي في سبعينيات القرن الماضي قد بدأت باستخدام مصطلح "الكيم إل سونغية"، عندما كان الاتحاد السوفيتي المنحل يرفض فكرة تقديس الشخصية رداً على انتشار الستالينية.
ثم بدأت وسائل الإعلام الحكومية في الحديث عن عقيدة "الكيم-إل-سونغية" وعقيدة "الكيم-جونغ-إلية" في بدايات ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأ بروز اسم كيم جونغ إل بوصفه خليفة أبيه.
الآن ومع طرح كيم جونغ أيديولوجيته اسماً، يُثار تساؤل عما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي الحالي سوف يحظى بزهرته الخاصة، فقد كانت زهرة الأوركيد الأرجوانية التي ازدهرت عام 1969 رمزاً لعقيدة الكيم-إل-سونغية.
بينما كانت زهرة البيغونيا رمزاً لعقيدة الكيم-جونغ-إلية، بعد أن ساعد في ازدهارها عالم نباتات ياباني عام 1988، تكريماً للقائد الراحل.