نذير شؤم للديمقراطيين بالانتخابات المحلية الأمريكية.. خسروا إحدى أهم الولايات لصالح حزب ترامب

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/03 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/03 الساعة 09:59 بتوقيت غرينتش
الانتخابات الأمريكية 2024/رويترز

قالت صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الانتخابات الأمريكية المحلية الأكثر ترقباً هذا العام وفوز الجمهوريين بمنصب حاكم ولاية فرجينيا، تُعد نذير سوء لما قد تحمله انتخابات التجديد النصفي للديمقراطيين في عام 2022.

فقد أظهر فرز أكثر من 95% من الأصوات، تقدُّم يونغكين (54 عاماً) والذي لا خبرة سياسية له بـ2.7 نقطة على الديمقراطي تيري ماكوليف البالغ 64 عاماً الحاكم السابق لهذه الولاية الواقعة في شرق الولايات المتحدة (2014-2018).

إذ عادة ما تحظى الانتخابات الأمريكية المحلية، التي تأتي في غير سنوات الانتخابات الرئاسية وانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، باهتمام سياسي وإعلامي كبير.

كما أنه غالباً ما يستخلص من نتائجها بشائر أو تحذيرات للحزب الحاكم في انتخابات التجديد النصفي في العام التالي، لا سيما أنها تحدد الحزب الذي سيهيمن على الأغلبية في الكونغرس.

فرجينيا نذير سوء للديمقراطيين

حسب الصحيفة البريطانية، فإن تأخر الحسم بشدة في الانتخابات الأكثر ترقباً هذا العام، السباق على منصب حاكم ولاية فرجينيا، إلى وقت متأخر من يوم الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني (بالتوقيت الأمريكي)، وهذا التأخر نذير سوء لما قد تحمله انتخابات التجديد النصفي للديمقراطيين في عام 2022.

لم يكد يمضي عام على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بأصوات ولاية فرجينيا بفارق إلى 10  نقاط مئوية، ومن ثم إذا لم يتمكن الديمقراطيون من بث الحماس في أنصارهم أكثر مما فعله المرشح الديمقراطي للمنصب تيري ماكوليف، فمن المحتمل جداً أن يفقدوا الأغلبية في الكونغرس.

في ولاية فرجينيا، لا يسمح لحاكم الولاية بتولي المنصب لدورتين متتاليتين وتُجرى الانتخابات في السنوات الفردية، ما يجعلها مقياساً لاتجاهات الناخبين التصويتية قبل الانتخابات النصفية، وعادةً ما تكون تحذيراً للحزب الحاكم في واشنطن، وهذا العام لم يكن مختلفاً في ذلك.

عجز ماكوليف، الذي سبق أن انتخب حاكماً للولاية في الفترة من 2014 إلى 2018، عن حشد التأييد اللازم من الناخبين في ظل المصاعب التي يواجهها الديمقراطيون عموماً، وأبرزها تدني أرقام استطلاعات الرأي المؤيدة للرئيس الديمقراطي بايدن، وتعثر الكونغرس في تمرير خطة الرئيس الاقتصادية، واستمرار الجائحة.

بالإضافة إلى ذلك، يتفوق الديمقراطيون بفارق 5 مقاعد فقط في مجلس النواب وفارق صوت واحد في مجلس الشيوخ، والنمط الغالب تاريخياً أن الحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض دائماً ما يخسر بعضاً من مقاعده في النصف الأول من الولاية.

طريق فوز الجمهوريين بالانتخابات المقبلة

كانت الولايات ذات الكتلة التصويتية المتنوعة وتضم نسبة كبيرة من خريجي الجامعات، مثل ولاية فرجينيا، بمثابة معضلةٍ عصية على الحل للحزب الجمهوري خلال الحقبة السياسية التي هيمن فيها دونالد ترامب على الحزب، لكن يبدو أن المرشح الجمهوري غلين يونغكين قد حلَّ هذه المعضلة.

قدم يونغكين، وهو رجل أعمال سابق لا يحظى بأي خبرة سياسية، نفسَه للناخبين على أنه أب عادي من الضواحي، وتبنى التعاون مع ترامب بما يكفي للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وحشد قاعدة الحزب لتأييده، لكنه استطاع أيضاً أن يستقطب الناخبين الأكثر اعتدالاً من خلال الحديث عن خبرته في الإدارة المالية وخططه للاستثمار في المدارس، إضافة إلى الترويج لحملته دون الاستعانة بالرئيس السابق إلى جانبه.

وفقاً لنتائج الاستطلاع الذي أجرته وكالة AP VoteCast لأصوات الناخبين، فإن مساعي يونغكين آتت أكلها، ففي حين أن غالبية الناخبين لا يزالون غير مؤيدين للرئيس السابق ترامب، فقد أيَّد نصفهم تقريباً التصويت للمرشح الجمهوري يونغكين.

على هذا النحو، من المتوقع أن يحتذي مزيد من المرشحين الجمهوريين العام المقبل حذو يونغكين الذي وضع نفسه في المنطقة الرمادية، فهو يرفض التنصل من ترامب لكن لا يتبنى اتجاهاته تبنياً وثيقاً، ويصمم رسائله الانتخابية بحيث تستوعب ناخبي الرئيس السابق الأكثر تشدداً وسكان الضواحي القابلين للإقناع بتأييده.

قوانين التصويت تصب لصالح الجمهوريين

سيطر الديمقراطيون على جميع أركان الحكومة في ولاية فرجينيا في عام 2019، وشرعوا في خطوات ثابتة لتغليب قوانين التصويت الليبرالية في الولاية. 

فقد جعلوا التصويت بالبريد متاحاً للجميع وأتاحوا 45 يوماً للتصويت المبكر، وهي من بين الفترات الأطول في البلاد. وأقروا هذا العام قانون حقوق التصويت الذي يسهل رفع الدعاوى للاعتراض على منع الوصول إلى أوراق الاقتراع.

سارعت الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون إلى تشديد قوانين التصويت، وخفض ساعات التصويت المبكر، وتقييد الاقتراع عبر البريد، والجدال بأن القوانين الليبرالية للانتخابات مدعاة لزيادة التزوير ومساعدة الديمقراطيين. ويتعارض هذا الادعاء الأخير مع دراسات متعددة تشير إلى أن التصويت بالبريد لا يصب في مصلحة أي من الحزبين السياسيين خاصة.

تعتبر انتخابات فرجينيا الآن مثالاً آخر على أن قوانين التصويت الليبرالية ليست سيئة للمحافظين. 

الوقت لا يزال مبكراً للحسم

لكن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه لا يجب التعجل والإفراط في تأويل النتائج لصالح هذا الحزب أو ذاك، إذ لا يزال هناك 12 شهراً قبل انتخابات التجديد النصفي في 2022. وفي حين أن نتائج الانتخابات في فرجينيا ونيوجيرسي تحمل بعض القرائن على ما قد يحدث، إلا أنها تظل مجرد قرائن.

مع ذلك، فإن أكبر عائقين يواجهان الديمقراطيين حالياً هما استمرار جائحة كورونا، والأزمة المتعلقة بسلاسل التوريد وما أفضت إليه من ارتفاع حاد في الأسعار. وكلاهما يمكن أن يتحسن على مدى الاثنى عشر شهراً القادمة، ما قد يدعم الحزب في الانتخابات المقبلة، أو يتفاقما فتزداد خسائر الديمقراطيين.

من جهة أخرى، هناك ما يشير إلى أن الديمقراطيين قد ينجحون في تمرير تشريعات البنية التحتية الخاصة بخطة بايدن وشبكات الأمان الاجتماعي قريباً، كما تميل معظم توقعات "وول ستريت" إلى نمو اقتصادي قوي للبلاد في العام المقبل.

لذا، يجدر التأمل في نتائج هذه الانتخابات واستخلاص الدروس منها، لكنها ليست باتة بأي حال، وكثير من الأشياء يمكن أن تحدث بحلول العام المقبل، والأقرب احتمالاً أن تتغير كثير من الأمور.

تحميل المزيد