قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن روسيا احتارت مرشحاً جديداً مفضلاً في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويتعلق الأمر بإريك زمور، الناشط اليميني المتطرف الذي يرى أن موسكو أجدر بالثقة من الأمريكيين أو البريطانيين أو الألمان.
فبعد تغطية حماسية من وسائل إعلام مدعومة من الكرملين لصعود الناشط اليميني في استطلاعات الرأي إلى المركزين الثاني أو الثالث، أعربت مؤسسة فكرية روسية مقربة من الرئيس بوتين عن دعمها له، قائلة إنه قد يُدخل روسيا إلى نظام أوروبي جديد.
هبة من السماء لـ"الكرملين" والبديل المثالي لـ"لوبين"
تقول مؤسسة Russtrat الفكرية للسياسة الخارجية التي تديرها إيلينا فلاديميروفنا بانينا، العضوة البارزة في حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه بوتين: "بالنظر إلى شعبية زمور المتزايدة، يُعتقد أنه قد يتمكن من هزيمة الرئيس ماكرون، ثم قد نرى تحالفاً بين موسكو وباريس وبرلين ينافس التحالف الأنجلو ساكسوني الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى".
يأتي هذا بعد أن تخلت الدوائر الحاكمة في موسكو عن مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني (اليميني المتطرف) التي دعمتها بقوة للتغلب على ماكرون عام 2017، على حد قول مصادر روسية مطلعة، وقد طُلب منها سداد قرض بقيمة 10 ملايين يورو مُقدَّم من بنك مملوك لروسيا إلى حزبها، الذي كان يُسمى آنذاك الجبهة الوطنية، عام 2014.
في الوقت الذي نأت فيه مارين لوبان (53 عاماً) بنفسها عن بوتين لزيادة شعبيتها، فزمور الموالي لروسيا هبة من السماء للكرملين.
إذ قالت مجلة L'Obs الفرنسية اليسارية الوسطية: "ميل زمور لروسيا وإعجابه بفلاديمير بوتين، الذي يتحدث به علانية، تحقيق لأحلام الكرملين الأكثر جموحاً".
حصان جديد تراهن عليه موسكو
من جانبه، قال موقع Desk Russie الإخباري الفرنسي- الروسي: "موسكو تراهن على حصان جديد في الانتخابات الرئاسية المقبلة". وأضاف أن آراء زمور القومية "يشاركه فيها نظام بوتين إلى حد كبير".
إذ يؤيد زمور وجهة النظر اليمينية الفرنسية القائلة بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تتآمران منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لعزل موسكو ومنعها من دخول منظومة أوروبية شاملة.
يقول زمور (63 عاماً) إن لديه "ميلاً فطرياً" لروسيا. وقال: "أنا أدافع عن روسيا لا إرادياً.. وأنا مع عقد تحالف مع روسيا. وأرى أن أنه سيكون تحالفاً أجدر بالثقة من تحالف مع الأمريكيين، أو الألمان، أو الإنجليز. فحين كنا مع روسيا، ربحنا حروباً وحين أصبحنا ضد روسيا، خسرنا حروباً". وكان يقصد بحديثه على ما يبدو الحرب العالمية الثانية وليس هزيمة بطله نابليون عام 1812.
فيما لا يُتوقع أن يدعو بوتين (69 عاماً) زمور لزيارة كما فعل مع مارين لوبان. إذ يقول محللون روس وفرنسيون إنه يستبعد أن يقدم دعماً علنياً لزمور لأنه يدرك أن فرصه في الفوز لا تزال ضعيفة، لكن المصالح الروسية سيخدمها تعزيز فرص فوزه من خلال دعمه بوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية التي يمولها الكرملين.