أعلنت الحكومة اليمنية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، استدعاء سفيرها لدى بيروت للتشاور حول تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، لتصبح خامس دولة عربية تقدم على هذه الخطوة. فيما دعت البحرين جميع مواطنيها في لبنان إلى المغادرة فوراً.
حيث قالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان، إن "الحكومة استدعت سفير اليمن لدى بيروت، عبد الله الدعيس، للتشاور حول التصريحات المستهجنة من قرداحي"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
الوزارة أضافت أن السفير اليمني لدى بيروت سلم الخارجية اللبنانية، الأربعاء، رسالة من الحكومة "بشأن التصريحات المستهجنة الصادرة عن قرداحي، وانحرافها عن الموقف العربي الداعم للقضية اليمنية العادلة في مواجهة ميليشيا انقلابية (تقصد الحوثيين)".
فيما شددت على أن "اليمن حكومة وشعباً ستستمر بمواجهة المشروع الإيراني وميليشياته، ولن تكون إلا صمام الأمان للجزيرة العربية والمنطقة عموماً".
البحرين تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان
في السياق، قالت وكالة أنباء البحرين، الثلاثاء، إن وزارة الخارجية دعت جميع المواطنين البحرينيين في لبنان إلى المغادرة فوراً.
كان قرداحي قد قال، في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس/آب وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.
تلك التصريحات أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان، وسط مساعٍ ومحاولة للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة.
فخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجاً على تصريحات قرداحي بشأن الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
بينما يرفض قرداحي الاعتذار عن تصريحاته أو الاستقالة من منصبه، فيما قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، الخميس، إن التصريحات المثيرة للأزمة كانت قبل تعيين قرداحي في منصبه، ولا تعكس وجهة نظر الدولة.
تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار الماضي، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".
جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.