نقلت وسائل إعلام لبنانية، الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، قوله إنه ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي، أن "يغلِّب حسه الوطني على أي أمر آخر"، لنزع فتيل الأزمة مع السعودية.
صحيفة "النهار" اللبنانية قالت إنه "جرى التداول برسالة من رئيس الحكومة ميقاتي وصلت يوم أمس إلى مجموعة واتساب التي تضم وزراء الحكومة".
أشارت إلى أن ميقاتي قال بالرسالة الموجهة للوزراء: "لا أخفي عليكم أنني كنت ناشدت سابقاً معالي الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجم واقعياً".
أضاف ميقاتي أن لبنان أمام منزلق كبير، وأنه "إذا لم نتدارك حل هذه الأزمة سريعاً، نكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا. اللهم اشهد أني قد بلغت".
تأتي تصريحات ميقاتي بعدما أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجاً على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني قرداحي، حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول 2021، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/آب الماضي، وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، واصفاً الحرب التي تقودها المملكة باليمن منذ 2015 بـ"العبثية".
دفع موقف قرداحي الحوثيين في اليمن أنصار إيران إلى تعليق صورته في صنعاء تأييداً واحتفاءً بتصريحاته، كما قرروا أيضاً إعادة تسمية شارع الرياض التجاري باسم شارع جورج قرداحي في صنعاء، حسبما أفاد تجّار في الشارع لوكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، أبدى قرداحي تمسكاً بموقفه وقال الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في تصريح لقناة "الجديد" اللبنانية، إن "استقالته غير واردة".
يسود فتور بين السلطات اللبنانية والمملكة العربية السعودية منذ سنوات، في ظل اتهام الرياض المسؤولين اللبنانيين بعدم التصدي لـ"حزب الله"، بعد أن كانت السعودية من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً، قبل أن يتراجع دعمها تدريجياً، امتعاضاً من دور الحزب المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.
وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أكد الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أنه "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة لحزب الله.
من جانبه، أبدى وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، استغرابه لما اعتبرها "قساوة سعودية" تجاه بلاده، وقال: "لن نقبل أن تُحل الأزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان".
يُذكر أنه في مايو/أيار 2021، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج، فيما لا يزال من غير الواضح إذا ما كان قرداحي سيستجيب للضغوط ويغادر منصبه.