وصول أرشيف جريدة “الأهرام” إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية يُغضب صحفيي مصر.. والصحيفة صامتة

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/31 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/31 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
صورة لأرشيف الأهرام على موقع المكتبة الإسرائيلية/ موقع المكتبة الإسرائيلية

أثار الإعلان عن تدشين المكتبة الوطنية الإسرائيلية أرشيفاً رقمياً لصحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية غضباً واسعاً داخل أوساط الصحفيين والإعلاميين بالبلد العربي.

إذ أعلن حساب "إسرائيل تتكلم العربية"، التابع للخارجية الإسرائيلية وموجّه بالأساس للجمهور العربي؛ إذ إن الصحفة تنشر باللغة العربية، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن تلك الخطوة المثيرة للجدل، لافتاً إلى أن "المشروع الجديد يضع بين أيدي القراء في كل مكان نسخاً من صحيفة الأهرام المصرية العريقة منذ تأسيسها عام 1875".

صحيفة الأهرام المصرية 

"الأهرام" أكبر الصحف المملوكة للدولة المصرية، وتأسست على يد الأخوين اللبنانيَّين بشارة وسليم تقلا، في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، كما ترأس تحريرها كبار الصحفيين المصريين على مدى تاريخها الممتد منذ 146 عاماً.

لم يكشف الإعلان الإسرائيلي، الأربعاء، مصدر حصول المكتبة الوطنية الإسرائيلية على أرشيف صحيفة "الأهرام".

لكن موقع "القاهرة 24" (مصري خاص)، ومقرب من السلطات المصرية قال، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الأرشيف الرقمي لصحيفة "الأهرام" يتبع منصة "إيست فيو" الأمريكية، وهي منصة تضم مجموعة هائلة من أرشيف عدد كبير من الصحف العالمية.

أضاف الموقع الإخباري، دون توضيح مصدر معلوماته، أن منصة "إيست فيو" الأمريكية تعرض الأرشيف الرقمي لصحيفة "الأهرام"، بمقابل مادي (لم يحدده)؛ ما أدى إلى إتاحته لباحثي المكتبة الوطنية الإسرائيلية.

بيع أرشيف الأهرام

اتفاقاً مع المعلومات السابق، قال الصحفي محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين بمصر: "وفقاً لما وصلني من مصادر مطلعة (لم يكشفها) بمؤسسة الأهرام. عقب إقالة ممدوح الولي من رئاسة مجلس إدارة الأهرام، قام عمر سامي، القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة آنذاك، ببيع أرشيف الأهرام لشركة أمريكية باسم إيست فيو مقابل 185 ألف دولار".

أضاف كامل، عبر حسابه على فيسبوك: "استكمالاً للمهزلة، فإن العقد الخاص بعملية البيع وقع من طرف واحد دون توقيع ممثل الشركة الأمريكية، كما أن قيمة الصفقة المشبوهة لم تدخل إلى خزينة الأهرام حتى الآن!".

تابع: "الشؤون القانونية بمؤسسة الأهرام أجرت تحقيقاً في الواقعة (لم يحدد موعده) انتهى إلى لا شيء (..) هذه المعلومات الكارثية تستدعي التحقيق العاجل من كل أجهزة الدولة حال ثبوت صحتها".

بدوره، تساءل الصحفي المعارض خالد البلشي، قائلاً: "يظل السؤال في قصة أرشيف الأهرام هو كيف وصل هذا الكنز لإسرائيل؟ وكيف خرج من الأهرام ليتاح عبر مكتبة بالكيان الصهيوني وبأي ثمن؟".

مضى البلشي مستنكراً عبر حسابه على فيسبوك: "بدلاً من إتاحة الأرشيف من الأهرام ذاتها للمصريين قبل غيرهم، فتستفيد الصحيفة والباحثون ونستفيد جميعاً بما لدينا من كنوز حقيقية مدفونة؟".

تابع: "هو سؤال عن قضية بيع تراث مصر منذ فترة طويلة بدلاً من أن نقوم نحن (المصريون) باستغلاله وإتاحته للجميع، وهو سؤال سيظل قائماً طالما تعاملنا مع هذا التراث بوصفه أمناً قومياً".

استباحة الأرض 

فيما انتقد الصحفي أحمد كامل، الواقعة عبر حسابه على فيسبوك قائلاً: "استباح الصهاينة أرشيف الأهرام كما استباحوا أرضنا وأقصانا".

أضاف كامل: "شيء من الخجل ليدفع المجلس (الأعلى للإعلام) للتحقيق والاحتجاج على تلك الكارثة، وللكشف عن أي فساد كان له دور في ذلك".

كما ضجت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات للواقعة، فيما لم يصدر عن صحيفة "الأهرام"، حتى الساعة 11:15 ت.غ، أي تعليق بالخصوص، أو توضيح للمعلومات حول مزاعم بيع أرشيفها إلى منصة "إيست فيو".

من جانبه، قال نقيب الصحفيين السابق يحيى قلاش، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "على الهيئة الوطنية للصحافة باعتبارها المسؤولة عن إدارة ملكية الصحف القومية بحكم الدستور أن تقوم بالتحقيق في هذه الواقعة، وأن تتخذ كل ما يلزم قانوناً، وأن تعلن على الرأي العام حقائق الموضوع باعتباره صاحب هذه الصحف"، مشدداً على أن تاريخ الصحف المصرية هو جزء من تاريخ وذاكرة الوطن، ولا يمكن أن يكون عرضة للبيع والشراء على أرصفة مؤسسات هذا الكيان الصهيوني العنصري الغاصب، على حد وصفه.

يُذكر أن مصر وإسرائيل وقَّعتا معاهدة للسلام في عام 1979، بعد 4 حروب بينهما، وبعيداً عن العلاقات الرسمية، تبقى قطاعات واسعة من المصريين رافضة للتطبيع مع إسرائيل.

تحميل المزيد