بدأت إسرائيل، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تدريباً هو الأوسع على مواجهة الجبهة الداخلية لسلسلة من التهديدات المتزامنة، والتعرض لهجوم إلكتروني يشل أنظمة حيوية، وهجوماً بمواد سامة، وإخلاء مصابين.
يجرى التمرين الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل بالمشاركة بين الجيش وهيئات ومؤسسات حكومية مختلفة، بحسب بيان للجيش.
العقيد (احتياط) يورام لاردو، رئيس هيئة الطوارئ الوطنية، قال إن "هذا حدث غير مسبوق. هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها تدريباً بهذا الحجم".
أوضح كذلك أن التمرين "يحاكي حرباً متعددة الجبهات، ويشمل الاستجابة للتعرض لأسلحة دقيقة، ومعدل إطلاق نار مرتفع وإطلاق مُركّز للصواريخ على البلدات القريبة من السياج الحدودي، وتكدس في المستشفيات في الشمال والوسط".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن التدريب سيجري بمشاركة آلاف الجنود، وسيشمل "إخلاء السكان من خط المواجهة، وتفريق أعمال شغب على خلفية قومية في المدن المختلطة (تضم عرباً ويهوداً)".
أيضاً سيتم إطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء البلاد، للتدريب على دخول الملاجئ والمناطق المحصنة، وبحسب الصحيفة، سيتم التدريب، أيضاً خلال التمرين، على إطلاق إيران صواريخ على البلدات والمدن.
إضافة لذلك سيركز التمرين على مواجهة سيناريو التعرض لهجمات إلكترونية، يمكن أن تشل أو تعطل المراكز الطبية والأنظمة المدنية، مثل النقل العام وإشارات المرور والبنوك وشبكات الاتصالات.
كما سيتعرض التمرين أيضاً لسيناريو عمليات انقطاع في إمدادات الكهرباء والمياه، كجزء من تهديد "حزب الله" بضرب مواقع الطاقة الاستراتيجية، مثل محطات الطاقة وخزانات الأمونيا في مدينة حيفا (شمال)، باستخدام الصواريخ الدقيقة الموجودة بحوزته.
كجزء من التمرين وبشكل استثنائي، ستقوم قوات الطوارئ بتعليم السكان القريبين من الحدود اللبنانية كيفية التعامل مع مواد مخدرة أو سامة يمكن أن يطلقها "حزب الله" ضد الجنود والمدنيين، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
تأتي هذه التدريبات، بعد 4 أيام من حديث تقرير إسرائيلي عن أن تل أبيب تُعدّ خططاً لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات حول الملف النووي، مشيراً إلى أن إيران تسعى هي الأخرى إلى نصب صواريخ في المنطقة بهدف صد غارات جوية إسرائيلية.
هيئة البث الإسرائيلية "مكان" كانت قد قالت، الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن "الحكومة الإسرائيلية أوعزت إلى الأجهزة الأمنية بإعداد خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حال تعثر المفاوضات النووية مع طهران".
تحدثت الهيئة عن أنه بحسب تقديرات استخباراتية عُرضتْ على المستوى السياسي في البلاد، خلال الأشهر الأخيرة، "فإن إيران تسعى إلى نصب صواريخ أرض جو في سوريا ولبنان والعراق، ومناطق أخرى، بهدف اعتراض غارات جوية إسرائيلية".
هذه التقديرات الاستخباراتية تشير إلى أن قوة سورية أطلقت "صواريخ من منظومة إيرانية للدفاعات الجوية، على طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي".
يأتي ذلك بينما تجري الحكومة الإسرائيلية اتصالات ومشاورات مكثفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حول الملف النووي الإيراني، وتقول إسرائيل إنها تعارض عودة واشنطن للاتفاق النووي مع إيران.
كانت إسرائيل قد حذرت مراراً من أنها قد توجه ضربة لإيران، في حال تقدمها باتجاه الحصول على القنبلة النووية.