للمرة الأولى منذ اندلاع أزمة الغواصات بين واشنطن وباريس، اجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، خلال قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الإيطالية روما، وقال إن الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاءً من فرنسا.
فيما أضاف بايدن أنه "لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا"، واصفاً ما فعلته الولايات المتحدة مع باريس في أزمة الغواصات بأنه تصرف "أحمق"، وذلك في الوقت الذي يعمل فيه البلدان على إصلاح العلاقات بينهما.
حيث استغل بايدن الفرصة لرأب الصدع الذي أصاب العلاقات بين البلدين بسبب التحالف الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا والمعروف باسم (أوكوس)، والذي يضم بريطانيا أيضاً. وتسبب هذا التحالف عملياً في إلغاء اتفاق صفقة غواصات بين أستراليا وفرنسا أُبرمت عام 2016.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن الانطباع الذي كان متكوناً لديه أن فرنسا أحيطت علماً بالفعل بأن صفقتها مع أستراليا لن تتم.
تابع بايدن: "أعتقد أن ما حدث هو، وبتعبير إنجليزي، ما فعلناه كان يفتقر للياقة. لم يكن مقترنا بقدر كبير من اللياقة.. كان لدي انطباع بأن أشياء معينة حدثت وهي لم تحدث، لكنني أريد أن أقولها صراحة.. فرنسا شريك موضع تقدير كبير للغاية، وهي قوة في حد ذاتها".
التطلع للمستقبل
من جهته، وصف ماكرون اجتماعه مع الرئيس الأمريكي بـ"المهم"، مؤكداً أنه من الضروري "أن نتطلع إلى المستقبل".
بينما استدرك الرئيس الفرنسي قائلاً للصحفيين بعد الاجتماع: "الثقة مثل الحب، والتصريحات تكون جيدة، لكن الأفضل هو الدليل".
هذا الاجتماع الذي عُقد بين ماكرون وبايدن تم في السفارة الفرنسية لدى الفاتيكان بوسط روما قبل انطلاق قمة مجموعة العشرين.
كذلك أعلن البيت الأبيض سابقاً أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستلتقي أيضاً مع ماكرون أثناء زيارة إلى باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كانت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى قد دخلت أزمة مفتوحة، بعد إلغاء الأخيرة منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالوقود النووي، فيما وصفت باريس إلغاء الصفقة بأنه "خيانة وطعنة في الظهر".
يشار إلى أن قمة زعماء مجموعة العشرين تنعقد في 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يليها انطلاق الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بمدينة "غلاسكو" الأسكتلندية، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، هو تحالف من 124 دولة أطلقته الهند، ويهدف لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتم الإعلان عنه من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، والذي عُقد في باريس عام 2015.