واجه الجيش السوداني، الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021، معارضة متزايدة للانقلاب الذي شهدته البلاد هذا الأسبوع، إذ تعهّد مسؤولو أجهزة الدولة في الخرطوم بالعصيان المدني، بينما تعرَّض متظاهرون لاعتداءات بالجلد وحلق الرؤوس.
كان الانقلاب الذي قاده الفريق عبد الفتاح البرهان يوم الإثنين، 25 أكتوبر/تشرين الأول، على الحكومة المدنية، قد دفع الآلاف للخروج إلى الشوارع، رافضين عودة الحكم العسكري، ومطالبين بعودة ترتيبات الانتقال إلى الحكم المدني إلى مسارها.
استمرار العصيان المدني
في بيان نشر على فيسبوك، ليل الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول، قالت وزارات وأجهزة رسمية في ولاية الخرطوم، أكثر ولايات البلاد ازدحاماً بالسكان، التي تضم العاصمة ومدينة أم درمان المتاخمة لها، إنها لن تتنحى أو تسلم سلطاتها.
كما أعلنت هذه الهيئات الإضراب العام، رغم أنها ستواصل توفير الطحين (الدقيق) وغاز الطهي والرعاية الطبية للحالات الطارئة.
فيما ظلت السوق الرئيسية والبنوك ومحطات الوقود في الخرطوم مغلقة، يوم الخميس، بينما كانت المستشفيات تقدم خدمات الطوارئ فقط. وفتحت متاجر صغيرة أبوابها، لكن طوابير طويلة تشكلت للحصول على الخبز.
في بادرة على استمرار الدعم الغربي للحكومة المدنية المعزولة، نشر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليل الأربعاء، تغريدة قال فيها إنه تحدث هاتفياً مع وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
قال بلينكن إنه يدين القبض على القيادات المدنية في السودان، وإنه بحث مع وزيرة الخارجية "أفضل السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تدعم بها مطالبة الشعب السوداني بالعودة إلى الانتقال للديمقراطية بقيادة مدنية".
بينما قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك، إنه لا يزال ملتزماً بالانتقال الديمقراطي المدني وأهداف الثورة التي أطاحت بالحكم الديكتاتوري للرئيس السابق عمر البشير قبل عامين. وسمحت سلطات الانقلاب لحمدوك بالعودة إلى بيته تحت الحراسة، يوم الثلاثاء، بعد أن كان محتجزاً في مقر إقامة الفريق البرهان.
اعتداء على المتظاهرين
سقط عدد من القتلى في اشتباكات مع قوات الأمن منذ وقوع الانقلاب، ويخشى معارضون أن تستخدم السلطات بقيادة الجيش المزيد من القوة. وقال المصدر المقرب من حمدوك إن رئيس الوزراء دعا الجيش إلى تحاشي العنف ضد المحتجين.
يوزع معارضو الانقلاب منشورات تدعو إلى "مسيرة مليونية"، يوم السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول، احتجاجاً على الحكم العسكري بالاعتماد على وسائل قديمة للحشد الشعبي، بعد أن قلصت السلطات استخدام الإنترنت والهواتف.
تجري الدعوة للمسيرة تحت شعار "ارحل"، وهو الشعار الذي استخدم في الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير.
فيما قال شهود عيان إن القوات الأمنية تقوم بجلد المتظاهرين بالسياط، وحلق رؤوس الشباب بعد إنزالهم من المركبات العامة، وتسيء معاملتهم.
حسب وكالة رويترز، وضع الانقلاب العسكري حداً لفترة انتقالية هشة كان الهدف منها أن تنتقل بالسودان إلى انتخابات في 2023 من خلال اقتسام السلطة بين المدنيين والعسكريين في أعقاب سقوط البشير.