قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن مستشارين مستقلين لـ"إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية" (FDA) أوصوا بالتصديق على لقاح كورونا من إنتاج شركتي "فايزر-بيونتيك" Pfizer-BioNTech للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، وهو أول لقاح متاح للأطفال صغار السن في الولايات المتحدة.
من بين 18 عضواً، صوَّت 17 عضواً بـ"نعم"، وامتنع عضو واحد عن التصويت.
يُنظر إلى اللقاحات المخصصة للأطفال على أنها ضرورية لحمايتهم من الفيروس، إضافة إلى إبطاء انتشاره، علاوة على الحد من التداعيات الاجتماعية والتعليمية لإغلاق المدارس والمواظبة المدرسية، والمخاوف الاقتصادية ذات الصلة، مثل قدرة مقدمي الرعاية على العمل.
لقاح الأطفال الجديد
في معرض الحكم على لقاح الأطفال الجديد، وازن المستشارون بين فعالية اللقاح والآثار الاجتماعية والجسدية للوباء، والمخاطر المحتملة للآثار الجانبية النادرة مثل التهاب عضلة القلب.
تشير بيانات "فايزر-بيونتيك" إلى أن اللقاح فعَّال بنسبة 90.7% في الوقاية من التدهور المرضيّ المرتبط بأعراض الإصابة بين هذه الفئة العمرية.
في حين خلص علماء إدارة الأغذية والأدوية في دراستهم إلى أن فوائد التطعيم "تفوق بوضوحٍ" مخاطر التهاب عضلة القلب والتهاب التامور (الغشاء المحيط بالقلب)، وهو تقييم اتفق معه المستشارون المستقلون.
في هذا السياق، قال بول أوفيت، مدير مركز Vaccine Education Center بمستشفى فيلادلفيا للأطفال، إن اتخاذ هذا النوع من القرارات عادةً ما يكون صعباً ومرهقاً للأعصاب، لكنها لا تُتخذ "عندما نعرف كل شيء"، بل "السؤال هو: متى تعرف ما يكفي؟"، وفي هذه الحالة فإن فوائد اللقاح تفوق المخاطر، خاصةً أن التهاب عضلة القلب عادةً ما يكون أقل شيوعاً بين الأطفال قبل سن المراهقة.
على النحو نفسه، قال الدكتور جاي بورتنوي، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب في جامعة ميسوري الأمريكية: "أطفالنا مضطرون إلى التعامل مع هذا الفيروس لسنوات عديدة قادمة. والحصول على اللقاح ليس إلا الخطوة الأولى التي سيتخذونها ليكتسبوا القدرة على حماية أنفسهم".
تقييم المخاطر البيولوجية
من جهته، سلط بيتر ماركس، مدير مركز تقييم المخاطر البيولوجية ودراساتها (CBER)، الضوءَ على أضرار الوباء، قائلاً: "الواقع أننا كنا أبعد ما نكون عن تجنب أضرار الوباء لهذه الفئة العمرية (من 5 إلى 11 عاماً)، فقد شهدت هذه الفئة إصابة أكثر من 1.9 مليون طفل، وأكثر من 8300 دخلوا المستشفيات (ونحو ثلثهم تطلبت حالته الدخول إلى وحدة العناية المركزة)، إضافة إلى أكثر من 2500 حالة من حالات الإصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال".
فيما توفي ما يقرب من 100 طفل في هذه الفئة العمرية، ما يجعل الفيروس ثامن سبب رئيسي للوفاة بين هذه الفئة خلال عام 2020، ويُذكر أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً لديهم واحد من أعلى معدلات الإصابة بالفيروس بين جميع الفئات العمرية، وهو ما يمثل واحداً من كل 10 حالات إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة.
شملت تجربة لقاح الأطفال الذي أنتجته شركتا "فايزر-بيونتيك" 1518 طفلاً تلقوا اللقاح بداية من يونيو/حزيران، إضافة إلى 1591 طفلاً تلقوا التطعيم بدءاً من أغسطس/آب 2021.
جاءت الآثار الجانبية الخفيفة مثل الحمى والقشعريرة أقل شيوعاً بين الأطفال عنها في الفئات العمرية الأكبر سناً. ولم ترد تقارير عن ظهور حالات إصابة بالتهاب عضلة القلب بين نحو 3100 طفل تلقوا اللقاح.
يُذكر أن اللقاح المخصص لهذه الفئة العمرية سيختلف قليلاً عن لقاح البالغين؛ من أجل إطالة مدة صلاحيته في الثلاجة من شهر واحد إلى 10 أسابيع، وهو ما يُتوقع أن يساعد في نشره وتوزيعه على عيادات أطباء الأطفال وغيره من الأماكن ذات الصلة.
كذلك وفي 2-3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، سيجتمع مستشارو مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) الأمريكي؛ لمناقشة توصياتهم أيضاً، وستأخذ إدارة الأغذية والأدوية ومركز مكافحة الأمراض توصيات المستشارين في الاعتبار عند اتخاذ قرارهم النهائي بشأن الموافقة على استخدام اللقاح.