عين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الفريق أسامة عسكر رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة، وفق ما أعلنه الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
الفريق أسامة عسكر يُعد من الضباط المقربين من الرئيس المصري ويحظى بمكانة خاصة لديه، خاصة وأنه كان سبباً مباشراً في رفع سن تقاعد رتبة الفريق من 64 عاماً إلى 65 عاماً خلال شهر مايو/أيار الماضي، وهو القرار الذي فاجأ حتى نواب البرلمان المصري.
قبل ذلك عام 2015 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب بقيادة اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر مع ترقيته إلى رتبة الفريق.
من هو الفريق أسامة عسكر؟
الفريق عسكر، الذي اختاره الرئيس السيسي لتولي رئاسة أركان الجيش المصري، من مواليد محافظة الدقهلية في 1 يونيو/حزيران 1958، وخريج الدفعة 70 حربية، ولديه 3 أولاد، وجميعهم مهندسون مدنيون، وحاصل على ماجستير العلوم العسكرية وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
تدرّج في المناصب العسكرية حيث تولى قائد لواء في المنطقة المركزية العسكرية، وبعدها قائداً للفرقة 23 في الجيش الثالث الميداني، ترقى إلى رتبة لواء في 1 يوليو/تموز 2009، وعقبها تولى رئيس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيساً لأركان الجيش الثالث الميداني، ثم قائداً للجيش الثالث في 13 أغسطس/آب 2012، خلفاً للفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع السابق.
حسب وسائل إعلام مصرية فإن الفريق أسامة عسكر يُعرف بقربه الشديد من أهالي السويس، وتولى السيطرة العسكرية على محافظة السويس وجنوب سيناء، وبعض أجزاء من وسط سيناء، وتلك نطاق عمليات الجيش الثالث.
كما أطلق الفريق أسامة عسكر مبادرة منذ عامين لجمع السلاح غير المرخص من أهالي سيناء، ونجح في الحصول على مئات الأسلحة من مشايخ وعواقل سيناء، إضافةً إلى حرصه الدائم على حماية المجرى الملاحي لقناة السويس وتأمينه بالتعاون مع الجيش الثاني الميداني والقوات البحرية من أي اعتداءات طوال الفترة الماضية.
علاقة خاصة تجمعه بالسيسي
العلاقة بين السيسي وعسكر متميزة للدرجة التي دفعت من قبل الأول لاستحداث وظائف بعينها للثاني، مثل قيادة منطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب من يناير/كانون الثاني 2015 إلى ديسمبر/كانون الأول 2016، حين تم إبعاد عسكر، الذي كان أصغر من يحمل رتبة الفريق في ذلك الوقت، إلى منصب جديد أيضاً استُحدث له خصيصاً، لكنه مكتبيّ، هو مساعد وزير الدفاع لشؤون تنمية سيناء.
في خريف 2017، ثارت شائعات عن إبعاد لعسكر من مناصبه وتجريده من سلطاته بسبب مخالفات مالية، لكن المصادر أكدت أنه كان قد خضع للتحقيق فقط في ادعاءات تتعلق بتلك المخالفات، وأسندت إليه لفترة أعمال إدارية أقل أهمية، مثل مسؤول مشروعات الجيش في المنطقة المركزية.
لكن في ديسمبر/كانون الأول 2019، أي بعد ثلاثة أشهر من تظاهرات سبتمبر/أيلول الضخمة وتصاعد الحديث عن فساد المشروعات العسكرية على لسان المقاول محمد علي، قرّر السيسي تصعيد أسامة عسكر مرة أخرى إلى منصب مميز، هو رئيس هيئة العمليات في القوات المسلحة، في خطوة غير معتادة، وتتمثل في أن يعود قائد عسكري يحمل رتبة الفريق إلى وظيفة مهمة بعدما أُبعد بالفعل. وجاء ذلك إلى جانب احتفاظ عسكر بملف تنمية سيناء في القوات المسلحة.
لم يكتف السيسي بإعادة عسكر لمنصب كبير، بل منحه سلطات واسعة بالفعل، زادت بمرور الوقت في إطار تنظيم العلاقة بين الجيش والمؤسسات الحكومية المدنية، والإشراف على المشروعات المرفقية والخدمية في محافظات سيناء والقناة والدلتا تحديداً.
وبحسب المصادر، أصبح عسكر في العامين الأخيرين صاحب الكلمة الأولى والأهم في مجال التعاون بين المحافظين والمحليات والهيئة الهندسية، وملف مخالفات البناء الذي أسنده السيسي للجيش خلال الحملة الرسمية الكبرى بشأنها في 2020.