اعتقلت قوات الأمن الكولومبية، دايرو أنتونيو أوسوغا، أكثر مهربي المخدرات المطلوبين في البلاد، بعد مطاردته في الأدغال شمالي البلاد بمساعدة المخابرات البريطانية والأمريكية، وتمت العملية بعدما حُشدت لها إمكانيات كبيرة.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن رئيس كولومبيا إيفان دوكي شبّه اعتقال أوسوغا بمقتل بارون المخدرات الشهير بابلو إسكوبار قبل ثلاثة عقود.
أوسوغا واسمه الحركي أوتونيل، هو زعيم عصابة "عشيرة الخليج" الكولومبية، التي تسيطر على طرق تهريب الكوكايين إلى أمريكا الوسطى والولايات المتحدة، وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تساعد في الإمساك به.
مسؤولون كشفوا تفاصيل عن عملية اعتقال أوسوغا، وقالوا إن أكثر من 500 جندي، بينهم أفراد من القوات الخاصة الكولومبية و22 مروحية، داهموا مخبأ أوسوغا، الذي كانت تحميه "ثماني حلقات" أمنية.
تزامن ذلك مع إغلاق كافة طرق الهروب المعروفة في وجه تاجر المخدرات، بمساعدة فريق إضافي قوامه 50 فرداً يدرسون بيانات الأقمار الصناعية.
بحسب الصحيفة البريطانية، ساهمت أيضاً وكالات أمريكية وبريطانية، يعتقد أن جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 من بينها، في قيادة قوات الأمن إلى هدفها.
بدوره قال الرئيس دوكي إن هذه المطاردة كانت أكبر عملية مطاردة أدغال في تاريخ كولومبيا. وقُتل رجل واحد فقط في هذه العملية التي نُفذت يوم السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ضابط شرطة أصيب في رقبته برصاص قناص.
من التهم العديدة التي يواجهها أوسوغا تهريب 73 طناً من الكوكايين بين عامي 2003 و2014 إلى الولايات المتحدة عبر فنزويلا وغواتيمالا والمكسيك وبنما وهندوراس، ويواجه المحاكمة في كولومبيا أيضاً بتهمة قتل ضباط شرطة وتجنيد قاصرين والاعتداء الجنسي على الأطفال.
في الصور المنشورة عن اعتقاله، يظهر زعيم العصابة قوي البينة وهو يرتدي حذاء مطاطياً أسود من النوع الذي يرتديه المزارعون الكولومبيون، وقميصاً يحمل شعار "قاتل لتنجح".
نُقل أوسوغا الملقب بـ"أوتونيال" في وقت متأخر من السبت 23 أكتوبر 2021 بطائرة إلى العاصمة بوغوتا، حيث اقتيد إلى مركز الشرطة تحت حراسة مشددة، وفقاً لما ذكره موقع "فرانس 24".
أشار الموقع أيضاً إلى أن مهرب المخدرات البالغ من العمر 50 عاماً، كان يقود عصابة "ديل غولفو" التي تضم أعضاء سابقين في المجموعات شبه العسكرية التي خاضت مواجهات شرسة ضد الميليشيات اليسارية حتى 2010.
كذلك ذكر مركز أبحاث مستقل "إيديباز" أن الكارتل الذي يمول بشكل أساسي من الاتجار بالمخدرات والاستغلال غير القانوني لمناجم والابتزاز، موجود في نحو 300 بلدية في جميع أنحاء البلاد.
من جانبهم، قال مسؤولون كولومبيون، الأحد 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن أولويتهم هي تسليم أوتونيل إلى الولايات المتحدة.
بينما اعتبر دوكي أن اعتقال أوتونيل يمثل نهاية العصابة التي كان يتزعمها، إلا أن سيرجيو غوزمان، مدير تحليل المخاطر في كولومبيا، قال إن زعيماً جديداً سيتولى إدارتها.
اعتبر غوزمان أن "ما حدث أمر جلل، لأنه أكبر تاجر مخدرات في كولومبيا". لكنه قال إن اعتقاله لن يغير أساسيات تجارة المخدرات. وقال: "سيحل زعيم جديد محل أوتونيل لا محالة".