شنّ الجيش الإثيوبي، الأحد 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، غارتين جويتين في "تيغراي" مع تكثيف الحكومة لحملة قصف جوي منذ نحو أسبوع على القوات المتمردة التي تسيطر على معظم الإقليم الواقع في شمال البلاد.
حيث قال ليجيسي تولو، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، إن إحدى الغارتين شُنت على منطقة ماي تسيبري غرب تيغراي مستهدفة موقعاً تابعاً للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
ليجيسي أضاف، في بيان، أن الغارة الأخرى أصابت بلدة عدوة في شمال تيغراي مستهدفة منشأة تصنيع عسكرية تخضع لجبهة تحرير تيغراي.
"ضربة جوية ناجحة"
فيما تابع المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية: "بوسعي أن أؤكد أن ثمة ضربة جوية ناجحة في ماي تسيبري تستهدف موقع تدريب مجندين غير قانونيين ومستودع مدفعية ثقيلة تابعين لجبهة لتحرير تيغراي".
كما أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، أن القوات الجوية الإثيوبية نفذت، السبت، غارة على قاعدة عسكرية سابقة لقوات الدفاع الوطنية، وهي الآن قاعدة تدريب ومركز لشبكة قتالية لمجموعة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في ميكيلي، عاصمة تيغراي.
بحسب بيان الخارجية، فإن الغارة استهدفت فقط "مرافق التدريب والاتصالات العسكرية التي تستخدمها الجماعة الإرهابية".
بينما لم يتسنَّ التحقق بشكل مستقل من صحة التصريحات الإثيوبية في ظل انقطاع الاتصالات في معظم أنحاء تيغراي.
من جهته، قال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إنه تحقق مع زملائه من استهداف ضربة جوية لمنطقة قرب مستشفى محلي في ماي تسيبري.
جيتاشيو لفت إلى أنه ليس هناك خسائر في الأرواح على حد علمه، مؤكداً أنه لا معلومات لديه بخصوص ضربة بلدة عدوة. وقال: "تسعى الحكومة لجعل الأمر يبدو كما لو أن منطقة تيغراي كلها مركز تدريب. هذا أمر بلا معنى، ليس لدينا كل مراكز التدريب هذه".
في غضون ذلك، عادت طائرتا مساعدات تابعتان للأمم المتحدة مرخصتان من قبل حكومة إثيوبيا الفيدرالية إلى أديس أبابا بعد أن رفض مراقبو الحركة الجوية المحليون السماح لهما بالهبوط في ميكيلي.
الصراع في إثيوبيا
تأتي التطورات في "تيغراي" بعد نحو عام من اندلاع اشتباكات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية"، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
أما في الـ28 من الشهر ذاته، فأعلنت إثيوبيا انتهاء عملية "إنفاذ للقانون" بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قُتل آلاف المدنيين.
فيما تمكنت قوات "الجبهة الشعبية"، في يونيو/حزيران الماضي، من استعادة السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي (شمال)، مدينة مقلي، ما وجَّه ضربة موجعة إلى الحكومة الإثيوبية التي نفذت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملة عسكرية بالإقليم.
جدير بالذكر أنه في 13 يوليو/تموز 2021، أعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد اللاجئين الفارين من النزاع في "تيغراي".
فمنذ اندلاع حرب تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فرَّ أكثر من 60 ألفاً من الإقليم إلى السودان، حيث لا يزال الآلاف في مخيمات مؤقتة على مسافة قصيرة من النهر؛ على أمل سماع أخبار عن عائلاتهم من الوافدين الجدد.