تواجه شركة فيسبوك ضغوطاً متزايدة، بعد أن كشف شخص جديد عن وثائق تؤكد تورط عملاق مواقع التواصل الاجتماعي في مخالفات تشمل السماح لخطاب الكراهية وأنشطة غير قانونية أخرى بالانتشار عبر منصاتها، بعلم منها.
المُبلِّغ الجديد، الذي تحدث إلى صحيفة The Washington Post، كشف معلومات جديدة بعد أسابيع قليلة من فضيحة تلقتها الشركة، حينما ظهرت فرانسيس هوغن، مديرة منتجات سابقة في فيسبوك، لتقول إنَّ الشركة تعطي الأولوية للربح على السلامة العامة.
تفيد التقارير بأنَّ المُبلِّغ الجديد، الذي لم تُكشف هويته، أورد شكوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، وهي الوكالة الأمريكية التي تتولى التنظيم لحماية المستثمرين في الشركات المتداولة علناً، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
خوف من ترامب
في الشكوى، شرح الموظف السابق بالتفصيل كيف رفض مسؤولو فيسبوك مراراً فرض قواعد السلامة خوفاً من إغضاب دونالد ترامب وحلفائه أو التأثير في النمو الهائل للشركة.
في إحدى الحوادث المزعومة، تجاهل تاكر باوندز، مسؤول اتصالات في فيسبوك، المخاوف بشأن دور المنصة في التلاعب بانتخابات عام 2016.
تُظهِر الوثائق أنَّ موظفي فيسبوك أبلغوا مراراً وتكراراً عن مخاوفهم قبل الانتخابات وبعدها، عندما حاول دونالد ترامب زوراً قلب فوز جو بايدن.
وفقاً لصحيفة The New York Times، أخبر أحد علماء بيانات الشركة زملاء العمل بعد أسبوع من الانتخابات، أنَّ 10% من جميع وجهات النظر الأمريكية للمحتوى السياسي كانت لمشاركات زعمت خطأً أنَّ التصويت كان مزوراً.
لكن بينما أشار الموظفون إلى هذه المشكلات، وحثّوا الشركة على التصرف، فشلت الشركة في معالجة المشكلات، أو عجزت عن ذلك، حسبما ذكرت صحيفة The Times.
تُظهر الوثائق الداخلية أيضاً أنَّ باحثي فيسبوك وجدوا أنَّ أدوات توصية المنصة دفعت المستخدمين مرات عديدة إلى الجماعات المتطرفة؛ ما أدى إلى تحذيرات داخلية، لكن تجاهلها بعض المديرين والمديرين التنفيذيين، حسبما ذكرت شبكة NBC News.
تسريبات فيسبوك
قبل أسبوعين، اتهمت فرانسيس هوغن، الموظفة السابقة في فيسبوك، شركة التواصل الاجتماعي العملاقة بأنها تفضل "الربح المادي على السلامة".
هوغن، وهي مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، اتهمت الشركة بتفضيل الأموال على سلامة مستخدميها، ويفترض أن تمثل الشابة الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء المقبل.
انضمت هوغن إلى فيسبوك في عام 2019، وتم تعيينها بناء على طلبها بقسم النزاهة المدنية، المعني بالأخطار التي قد يُشكّلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.
قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحدّ من انتشار المعلومات المضللة.
لكن وفقاً لهوغن، "بمجرد انتهاء الانتخابات" أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه "بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة".
أضافت المُهندسة: "كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك"، مشيرة إلى أنه "مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولاً، أي كسب المزيد من المال".
انتقدت هوغن فيسبوك وقالت: "عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل"، مضيفةً: "لا أحد في فيسبوك شريراً، لكن المصالح ليست متوافقة".
تحقيقات في الكونغرس
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي يواجه فيه فيسبوك ضغوطاً من المشرعين على جبهات مختلفة، بما في ذلك تشريعات قيد النظر في الكونغرس، والدعوى التي رفعها المدعي العام الأمريكي، ودعوى لجنة التجارة الفيدرالية التي رفعتها الرئيسة الجديدة للوكالة، لينا خان.
فيما قالت جيسيكا جي غونزاليس، الرئيسة التنفيذية المشاركة لمنظمة الحقوق المدنية Free Press Action: "لقد حان الوقت للكونغرس وإدارة بايدن للتحقيق في نموذج أعمال فيسبوك الذي يستفيد من نشر أكثر خطابات الكراهية والتضليل تطرفاً، لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء فوري لمحاسبة الشركة على العديد من الأضرار التي لحقت بديمقراطيتنا".
رداً على ذلك، انتقدت إيرين ماكبايك، المتحدثة باسم فيسبوك، تقارير The Washington Post، قائلة في بيان إنها "سابقة خطيرة أن تُعلِّق قصة كاملة على مصدر واحد، يقدم مجموعة واسعة من الادعاءات دون أي دعم واضح".
وقالت لصحيفة The Guardian في بيان: "هذا لا يرقى لمستوى صحيفة The Washington Post، التي كانت خلال السنوات الخمس الماضية لا تنشر القصص الإخبارية إلا بعد تقارير متعمقة مع مصادر مؤكدة".