أعلن رجل الأعمال والدبلوماسي الليبي عارف النايض، عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، مطالباً الليبيين بدعمه ومساندته وفقاً لبرنامجه الانتخابي.
حيث قال النايض، الذي يترأس تكتل "إحياء ليبيا"، في بيان مصور نشره على صفحة "إحياء ليبيا" التي يديرها بموقع "فيسبوك": "تهانينا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وبمناسبة صدور قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وبهذه المناسبة أجدّد التعبير عن نيتي الترشح للانتخابات الرئاسية في موعدها".
النايض، الذي يرى البعض أنه مُقرب من الإمارات، أضاف مخاطباً المواطنين الليبيين: "أطلب من حضراتكم المساندة والدعم بعد الاطلاع على رؤيتنا لليبيا. رؤية إحياء ليبيا 2030".
كان مجلس النواب الليبي قد أقر قانوني انتخاب الرئيس ومجلس النواب المقبلين، وسط استمرار بعض الخلافات.
من المقرر إجراء الانتخابات العامة الليبية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وربما تعرقلها خلافات راهنة حول قانوني الانتخابات بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر.
من هو عارف النايض؟
يشار إلى أن "النايض" وُلد في بنغازي، عام 1962، وبعد إكمال دراسته الثانوية بطرابلس، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته.
ثم حصل على شهادة البكالوريوس (الليسانس) في الهندسة الصناعية ثم البيولوجية، من جامعة جويلف في كندا، كما نال درجة الماجستير في فلسفة العلوم الطبيعية من الجامعة ذاتها.
بعد ذلك حصل "النايض"، على درجة الدكتوراه في الفلسفة أيضاً، متخصصاً في علم التأويل (الهرمنيوطيقا)، وأنهى الدراسات العليا الموازية في الفلسفة الإسلامية وعلم التوحيد، بجامعة "تورونتو" في كندا.
"النايض" عمِل مديراً عاماً لمؤسسة "كلام" للبحوث والإعلام، في إمارة دبي عام 2009، بجانب عضويته في اللجنة الأكاديمية الاستشارية في مؤسسة "طابة" بالعاصمة أبوظبي.
كذلك عمِل في عدة وظائف بمجال الإدارة والتدريس والعمل الأكاديمي، وتنقَّل خلالها بين عدة دول، منها: ماليزيا، وإيطاليا، والأردن، وغيرها.
أما في مجال التجارة والاقتصاد، فعمِل مهندساً بشركات البناء المملوكة لوالده الثري، قبل أن يؤسس شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وافتتح فروعاً لها في الإمارات والهند.
طموح سياسي
فيما ينتسب "النايض"، الذي لم يكن طموحه السياسي مفاجئاً لكثيرين، إلى رابطة علماء ليبيا (تجمُّع علماء دين، تأسس في 2014)، التي تُعرفه في عضويتها على موقعها الإلكتروني بـ"الشيخ".
"النايض" صاحب النفوذ المحلي والدولي، كان قد سجَّل اسمه كأول مرشح محتمل لخوض السباق الانتخابي الأهم، حيث أعلن في 11 مارس/آذار 2018، عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية، فور الإعلان الرسمي عن موعدها، وذلك في لقاء مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية، وأعاد الخطوة ذاتها عبر قناة "ليبيا روحها الوطن" التي يملكها، وذلك قبل تدهور الأوضاع مجدداً في البلاد.
في حين شغل الرجل منصب سفير سابق لليبيا في أبوظبي، واستقال عام 2016 من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.
كما أنه كان من "أقرب المقربين، بل الذراع اليمنى" لمحمود جبريل، الزعيم السابق لتحالف القوى الوطنية (تكتل أحزاب ليبرالية) المعادي للإسلاميين، بحسب مراقبين ليبيين.
جديرٌ ذكره، أن "النايض" لم تكن له صلة بعالَم السياسية قبل ثورة فبراير/شباط 2011، التي انطلق منها عبر ترؤسه مجموعة "استقرار ليبيا"، التي شكَّلها ليبيون لدعم الثورة آنذاك، قبل أن يعيَّن سفيراً لدى الإمارات.
"حظوظ قوية"
من جهته، أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في وقت سابق من يوم السبت، أن حظوظ إقامة الانتخابات الليبية باتت "قوية"، وأن العوائق تقتصر على الجوانب التنظيمية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لعمامرة، خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، تناول فيها عديد الملفات التي تتصدر أجندة الدبلوماسية الجزائرية.
فيما أفاد لعمامرة أن الاجتماع الدولي المنعقد قبل يومين بطرابلس (بمشاركة 27 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية)، "برهن على أن أبناء البلاد أخذوا بزمام المبادرة وليبيا أصبحت تستضيف ولا تستضاف".
كانت ليبيا قد شهدت انفراجاً سياسياً قبل شهور؛ ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، برعاية الأمم المتحدة، قبل أن تتجدد التوترات في البلاد.