اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن من أكبر الإسهامات التي قدمها رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، دفع المسلمين إلى ممارسة السياسة المدنية الديمقراطية.
جاء ذلك في رسالة بعث بها الرئيس التركي إلى الندوة الرابعة التي حملت عنوان "أربكان والرؤية الوطنية"، والتي نظمها مركز الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية "ESAM" في جامعة حجي بيرم ولي بإسطنبول.
إذ اقتبس الرئيس التركي، في رسالته، مقولة شهيرة لأربكان يقول فيها: "مسلمون لا يهتمون بالسياسة، سيحكمهم سياسيون لا يهتمون بالمسلمين".
أردوغان قال أيضاً: "أريد أن أقول وبكل صراحة، إن قسماً كبيراً من الأحلام التي رسمها المرحوم أربكان، ووهب عمره لها وتعذَّب من أجلها، الحمد لله حققناها في الأعوام الـ19 الماضية".
كما أكد الرئيس التركي أن الحلم الذي رسمه هو رؤية تركيا قوية وكبيرة تتمتع بالرفاه.
كيف ساهم نجم الدين أربكان في تركيا الحديثة؟
بعد أن تمَّ حلُّ الخلافة العثمانية وتأسيس الجمهورية الجديدة في عام 1923، أصبح النظام السياسي في تركيا علمانيّاً، فقد مُنعت المحجّبات من دخول الجامعات بالحجاب، واتجهت تركيا غرباً ناحية أوروبا وأمريكا، مُديرةً ظهرها لتاريخها الإسلامي المرتبط بالعالم العربي أيضاً.
لكن البروفيسور نجم الدين أربكان، الذي حصل على شهادة الدكتوراه من ألمانيا، كان يرى غير ذلك؛ فالعمق السياسي والاستراتيجي لتركيا هنا، في العالم الإسلامي، الذي هو أقرب إليها من العالم الغربي، وبدأ في العمل السياسي بهذه الرؤية.
بدأ أربكان في التدرُّج بالمناصب السياسية، ورغم وصوله نائباً إلى البرلمان فإنه مُنع من المشاركة في الحكومات المختلفة، بسبب نشاطاته المعادية للعلمانية. وبعدما تم حل حزبه الأول "النظام القومي" أنشأ حزب "السلامة الوطني" في عام 1972، وشارك في حكومةٍ ائتلافية.
كان واضحاً أن أربكان لن يكتفي بما وصل إليه، فأصبح رئيساً للوزراء عام 1996 عن حزب "الرفاه"، لكن الجيش لم يتركه يهنأ برئاسته للحكومة أكثر من سنةٍ واحدة، وفي نهاية هذه السنة كان أربكان قد بدأ بتطوير وتطبيق ما كان يفكّر ويطمح إليه منذ زمن: اتحاد إسلامي قوي كالاتحاد الأوروبي.