قالت صحيفة الصباح التركية، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن ضباط الموساد الإسرائيلي كانوا يبحثون عن معلومات حول الطلاب والمؤسسات الفلسطينية في تركيا، عبر الإدعاء بأنهم أوروبيون يسعون لمساعدة الفلسطينيين، وذلك في تفاصيل جديدة نشرتها حول شبكة الموساد التي فكّكها جهاز المخابرات التركي خلال الأيام الماضية.
كانت الصحيفة ذاتها قد نشرت الخميس تقريراً يكشف قيام جهاز المخابرات التركية بتفكيك شبكة تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المقيمين في تركيا، يصل عددها إلى 15 شخصاً من جنسيات عربية مختلفة، وذلك بعد عدة بلاغات صدرت في الآونة الأخيرة، تفيد بفقدان عدد من الشبان في تركيا، وسط غموض حول مصيرهم، أو مكان تواجدهم.
اعترافات موثّقة
الصحيفة نشرت اعترافات أحد المتعاملين مع شبكة الموساد الذي أسقطته الاستخبارات التركية، ويدعى م.س، والذي قالت إنه يملك شركة في إسطنبول تقدم خدمات استشارية للطلاب الأجانب.
بحسب الصحيفة، فقد تواصل معه الموساد لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2018 عن طريق المسؤول أ.ز، وطلب منه معلومات مفصلة عن زبائن لديه من أصل عربي في ألمانيا يريدون الدراسة في تركيا.
م.س قدم معلومات للمسؤول الإسرائيلي شملت طرق دخول الطلاب الفلسطينيين إلى الجامعات في تركيا، والفرص والتسهيلات التي توفرها الحكومة التركية والبلديات لهؤلاء الطلاب.
بعد أسبوع، تلقى م.س، مئات اليوروهات عبر نظام تحويل "ويسترن يونيون"، وكانت هذه الأموال هي الدفعة الأولى من آلاف اليوروهات والدولارات التي سيحصل عليها لمدة 3 سنوات، بحسب الصحيفة.
حيث أشارت الصحيفة إلى أن م.س وافق على طلب مسؤول الموساد إجراء دراستين منفصلتين حول المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تركيا، وأرسل المعلومات التي جمعها بنفس الطريقة.
قال م.س في اعترافه: "أخبرني م.ج أنه يعمل في الاتحاد الأوروبي ويريد مساعدة الفلسطينيين، ولذلك يريد الحصول على معلومات مني حول المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تركيا مدعياً أن لديهم مكاتب في ألمانيا".
تواصل الاثنان بهذه الطريقة حتى أبريل/نيسان 2021 ، حيث طلب مسؤول الموساد مقابلة م.س وجهاً لوجه في أوروبا، وقال إن تكاليف التأشيرة والفندق وجواز السفر ستتحملها الأطراف، وتم إرسال خطاب دعوة إليه من شركة "European Student Guidence Center"،عن طريق الاتصال بالقنصلية العامة لسويسرا في إسطنبول.
تابع م.س: "لقد استقبلني أ.ز، في 10 يونيو/حزيران 2021، في مطار زيورخ، واصطحبني إلى فندق آخر للقاء م.ج الذي يبلغ من العمر حوالي 41 عاما".
يقول م.س إنه التقى م.ج مرة أخرى في فندق مختلف ليعلمه كيفية تشفير الملفات، كما قدم له 2000 يورو.
عملية ملاحقة استغرقت عاماً
يشار إلى أن الحكاية قد بدأت قبل عام من الآن تقريباً، عندما بدأت المخابرات التركية ضمن عملية سرية، استهدفت عدداً من الأشخاص، ووضعتهم تحت المراقبة؛ لتتوصل بالنهاية إلى أنها شبكة تابعة للموساد تعمل على الأراضي التركية، ويتم القبض عليهم في عملية سرية نُفذت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
سارعت الاستخبارات التركية إلى التحقيق مع الأشخاص المعتقلين، واستطاعت بحسب الصحيفة التركية تفكيك كافة الأسرار المتعلقة بهذه الشبكة، مشيرة إلى أنها كانت مكونة من 3 فرق منفصلة.
المعلومات التي تم الكشف عنها، أفادت بأن هذه العناصر عقدت اجتماعات مع مسؤولين في الموساد أدت إلى توفير معلومات ووثائق مهمة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
هذه المجموعة قامت على مدار عام كامل بجمع معلومات حول طرق دخول الفلسطينيين إلى الجامعات في تركيا، ونوع الإمكانيات والتسهيلات التي قدمتها الحكومة التركية والبلديات للفلسطينيين.
بناء على ما نشرته الصحيفة التركية، فإن هؤلاء الأشخاص كانت جميع تحركاتهم تحت المراقبة، فقد كشفت أن عملية التواصل بينهم كانت عن طريق الهواتف العامة، وهو أسلوب كانت تستخدمه منظمة غولن للتواصل فيما بينها.