قالت منظمة "القسط" الحقوقية، الثلاثاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الأكاديمي والداعية السعودي، موسى القرني تُوفي على أثر تعرضه للضرب المبرح والتعذيب أثناء احتجازه في سجون المملكة.
القرني الذي كان يبلغ من العمر 77 عاماً، توفي في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد أن تدهورت صحته، فيما كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 15 عاماً.
بحسب المنظمة غير الحكومية المستقلة والمعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية، فقد "تعرض القرني للضرب على رأسه ووجهه بأدوات حادة، ما أدى إلى إصابات عديدة، منها كسور في الجمجمة، وهو ما أفضى في النهاية إلى وفاته".
يستند تقرير المنظمة إلى شهود رأوا القرني يتعرض للتعذيب أثناء سجنه، وفقاً لما ذكره موقع The Middle East Eye البريطاني، أمس الثلاثاء.
المنظمة دعت إلى إجراء "تحقيق عاجل ومستقل في هذه الجريمة، لضمان معاقبة المسؤولين عنها ولحماية سجناء الرأي الآخرين من تكرار هذه المأساة".
أشارت المنظمة أيضاً، في تقريرها، إلى أن القرني كان قد أصيب بجلطة دماغية في مايو/أيار 2018، عندما أعطاه السجَّانون دواء خاطئاً، ونقل إلى مستشفى للأمراض النفسية في محاولة لتصويره على أنه مريض عقلياً.
كانت "مبادرة قياس حقوق الإنسان" قد صنَّفت المملكة على أنها إحدى أشد الدول انتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم، لا سيما مع استمرارها في اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان وقمع النشاط السلمي والمضي قدماً في تنفيذ عقوبة الإعدام.
اعتقال الداعية السعودي القرني
اعتُقل القرني في عام 2007 وحُكم عليه بالسجن 15 عاماً في القضية المعروفة باسم قضية "إصلاحيي جدة" في عام 2011.
"إصلاحيو جدة" هم مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الذين اعتُقلوا بتهمة محاولة تشكيل منظمة معارضة للحكومة السعودية.
في يناير/كانون الثاني 2012، أُفرج عن المتهمين بكفالة أو بعفوٍ ملكي. وكان على أولئك الذين حصلوا على عفو ملكي أن يوقعوا خطاباً يعتذرون فيه ويعربون عن تقديرهم لهذا العفو عنهم.
لكن 6 من النشطاء رفضوا التوقيع على الخطاب، وطالب الادعاء العام السعودي بإعدام العديد من إصلاحيي جدة.
القرني يحمل درجة الدكتوراه في أصول الفقه، وعمل في التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعميداً لشؤون الطلبة في ذات الجامعة.
أيضاً عمل مدرساً في جامعة بيشاور الباكستانية، وكان مديراً للأكاديمية الإسلامية للعلوم والتقنية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي في بيشاور كذلك.
إلا أنه عمل في المحاماة والاستشارات الشرعية بعد إحالته إلى التقاعد بقرار ملكي، وكان له ديوانية سبتية (اجتماع كل سبت) في منزله، للتحدث عن الإصلاح الداخلي.
يُشار إلى أن عدداً من الدعاة في السعودية تعرضوا للقمع والاعتقال، من بينهم الداعية سلمان العودة، وعلي العمري، وعوض القرني.