كشف تقرير جديد أنجزه معهد السياسات الاستراتيجية الأسترالي، عن استخدام السلطات الصينية في إقليم شينجيانغ للجان الشعبية، جنباً إلى جنب مع تكنولوجيا المراقبة الموسعة الصينية، لمراقبة تحركات ومشاعر جيرانهم الإييغور، حيث تم تجنيد مجموعة من الأشخاص المدنيين كمخبرين لمراقبة مسلمي الإيغور.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فإن نتائج هذا التقرير سلطت الضوء على السيطرة الكبيرة للحزب الشيوعي الصيني على الإقليم ذي الغالبية المسلمة والذي يُفتَرَض أنَّه يتمتع بالحكم الذاتي، بما يتجاوز القمع الشُّرَطي والاعتقالات الجماعية بغرض ضمان السيطرة الكاملة.
"لجان الأحياء الشعبية"
كشف التقرير أيضاً هويات المسؤولين– بما في ذلك زميلان زائران سابقان بجامعة هارفارد- والمنظمات التي تُشكِّل الهيكل السياسي لقمع بكين المستمر منذ سنوات ضد الإييغور، وهو القمع الذي تقول المنظمات الحقوقية إنَّه يتضمَّن احتجاز ما يُقدَّر بمليون شخص في معسكرات إعادة التعليم.
ذكر التقرير أن اللجان التطوعية اسمياً تشبه "لجان الأحياء الثورية" في عهد ماو تسي تونغ، وتتضمَّن اجتماعات يومية تمنح تفويضات بإجراء الزيارات المنزلية والتحقيقات وتقييم ما إن كان الأفراد يحتاجون إلى "إعادة تعليم".
لكنَّ التسجيلات الشُّرَطية المُسرَّبة، وفقاً للمعهد، أظهرت أنَّ اللجان المعاصرة تتلقى أيضاً "القرائن الصغرى" من نظام الشرطة التنبئية الصيني، وهو منصة عمليات مشتركة متكاملة، ويمكن أن تتضمَّن هذه القرائن استقبال شخص لزائر غير متوقع أو تلقّي مكالمة هاتفية من الخارج، وسيؤدي ذلك إلى زيارات تفتيش تنطوي على أمور على شاكلة التواصل مع جيرانه المشكوك فيهم.
كما أظهرت كتيبات التعليمات التي استشهد بها المعهد أنَّ عمال اللجان في مدينة كاشغر نُصِحوا بـ"إظهار الدفء تجاه (أقاربهم) الإيغور ومنح أطفالهم الحلوى" فيما يراقبون الأهداف الإيغورية.
سجن شاب إيغوري بسبب تطبيق هاتفي
جاء في التقرير كذلك أن "آليات السيطرة المجتمعية في شينجيانغ جزء من حملة وطنية لتعزيز الحكم الشعبي، الذي يسعى لحشد العامة للمساعدة في القضاء على المعارضة وعدم الاستقرار وزيادة هيمنة الحزب في أدنى شرائح المجتمع".
أورد التقرير تفاصيل حالة شاب إيغوري يبلغ 18 عاماً، عنايت أبليز، في مدينة أورومتشي، والذي حُكِمَ عليه بالسجن ثلاث سنوات في معسكر إعادة تعليم بعد الإمساك به يستخدم تطبيقاً لمشاركة الملفات يُستخدَم على نطاق واسع في الصين لمشاركة الأفلام والموسيقى وأشكال المحتوى الأخرى الخاضعة للرقابة.
جاء في التقرير: "بينما كان هو محتجزاً، زار مسؤولون من لجنة الحي أفراد أسرته ست مرات خلال أسبوع واحد للتدقيق في سلوك الأسرة وملاحظة ما إن كانوا مستقرين عاطفياً".
فضلاً عن الاحتجاز الجماعي وتكليفات العمل القسري، يضطر سكان إقليم شينجيانغ أقصى غربي الصين للمشاركة في الحملات السياسية الجماهيرية التي تعود لعصر ماو تسي تونغ.
يذكر التقرير أنَّ سلطات شينجيانغ كانت تتوقع أن "تصبح الممارسات المتطرفة والقمعية لحملة إعادة التعليم عام 2017 هي الوضع الطبيعي المعتاد بحلول نهاية عام 2021، وهي المرحلة التي يُسمِّيها الحزب (الاستقرار الشامل)".