أرسلت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، رسالة للأسرى، الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قالت فيها إن "موعد تحريرهم قد اقترب"، وذلك تزامناً مع الذكرى السنوية العاشرة لصفقة شاليط.
رسالة مقتضبة وجهتها كتائب القسام للأسرى، ونشرتها عبر حسابها الرسمي على تطبيق التواصل الاجتماعي "تليغرام"، قائلة فيها: "أسرانا، اقترب موعد حريتكم".
تأتي هذه الرسالة في الذكرى السنوية العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار"، التي تم بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً.
وجرت الصفقة على مرحلتين، الأولى كانت في 18 أكتوبر 2011، وتم خلالها الإفراج عن 477 أسيراً، بينما تم تنفيذ المرحلة الثانية في 18 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، وتم الإفراج خلالها عن 550 أسيراً.
كما أرفقت " كتائب القسّام" في رسالتها صورة تضم الإسرائيليين الأربعة الذين في قبضتها، وفي منتصفها صورة لأحد مقاتليها يُمسك في يده اليُمنى القيود الحديدية، وفي يده اليسرى البندقية.
وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
وحتى 30 يونيو/حزيران الماضي، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4 آلاف و850 أسيراً، بينهم 41 أسيرة و225 طفلاً و540 معتقلاً إدارياً، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
رسائل غير مسبوقة
كانت هيئة البث الإسرائيلية "كان" قد كشفت في سبتمبر/أيلول 2021، نقلاً عن مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن القاهرة تلقت رسائل وصفتها بالمفاجئة وغير المسبوقة من إسرائيل لإعادة تحريك ملف صفقة التبادل مع حركة حماس.
المصادر قالت للهيئة الإسرائيلية إن مسؤولين من تل أبيب أبلغوا الوسيط المصري هاتفياً بإمكانية عقد جلسات خاصة للتباحث في ملف الصفقة بشكل عام والشروط التي وضعتها حماس، مؤكدة أن وقت استعادة الجنود الإسرائيليين ورفاتهم قد حان فعلاً.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ومسؤول ملف الأسرى فيها، زاهر جبارين، أنّ أسرى "العدو الصهيوني" الذين تحتجزهم "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، لن يُطلق سراحهم من دون أنّ يدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمناً مقابلهم، مشدداً على أنّ الأسرى لدى "الكتائب" لن يعودوا إلى أهاليهم قبل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.
وأضاف جبارين، في مقابلة مع وسائل إعلام، أنّ الاحتلال يُماطل في ملف التبادل ولا يريد أنّ يعيد أسراه من القطاع، ولا يزال غير مستعد لدفع ثمن حريتهم، مؤكداً أنّ الحركة قدّمت إلى الوسطاء خارطة طريق واضحة لصفْقة تبادل الأسرى، وضمن أولوياتها أصحاب الأحكام العالية.
وقال جبارين إنّ "سلطات الاحتلال حاولت ربط ملف جنودها الأسرى لدى المقاومة بإعمار قطاع غزّة ورفع الحصار عنه، إلا أنّ هذا الأمر رُفض"، مضيفاً أنّ "قيادتي حماس وكتائب القسام تُوْلِيان ملفّ الأسرى الفلسطينيّين في سجون الاحتلال اهتماماً بالغاً، وهو على رأس جدول أعمالها".