قالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن إدارة السجون الإسرائيلية تُصعد إجراءاتها بحق الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم عبر نفق في سجن جلبوع قبل إعادة اعتقالهم.
جاء ذلك وفق ما نقلته الهيئة عن محاميها عقب زيارة الأسيرين محمود العارضة، وزكريا الزبيدي، حسب بيان صادر عنها.
قالت الهيئة إن مهندس نفق جلبوع، محمود العارضة، المعتقل في عزل سجن "أيالون" يخضع لإجراءات مشددة، من بينها المنع من استخدام (دكان الأسرى)، أو الأدوات الكهربائية.
كما لفتت إلى أن إدارة السجون تسمح للعارضة بالخروج لساحة الفورة (الفسحة) لمدة ساعة واحدة فقط يومياً في مساحة ضيقة، وقد غرمته السلطات بمبلغ 3500 شيكل (1100دولار)، كتعويض على الأضرار التي لحقت بالسجن في عملية الهروب.
انتزاع اعتراف من الأسرى
فيما أكد المعتقل العارضة لمحاميه أنه يتعرض لضغوط كبيرة من قِبَل المخابرات الإسرائيلية، بهدف تثبيت اتهام أهل الناصرة في فلسطين المحتلة عام 1948، على أنهم وراء اعتقاله ورفيقة يعقوب القادري، بهدف إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وزرع الفتنة.
قال العارضة رداً على تلك الضغوط: "إذا كانت مريم البتول قد خانت فإن أهلنا بالناصرة (البلد الذي عاش فيه المسيح) قد خانوا، وإن كان المسيح قد غدر فأهل الناصرة غدروا".
واعتقل العارضة وقادري قرب مدينة الناصرة، حيث ادعت الشرطة الإسرائيلية أن سكاناً أبلغوا عن الأسيرين في حينه، وهو ما نفاه العارضة وقادري لاحقاً.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى أن المعتقل زكريا الزبيدي يتعرض هو الآخر لذات الإجراءات، لكنها أشار إلى أن الزبيدي يعاني من وضع صحي يتطلب الرعاية، حيث يتعرض لأزمات ضيق تنفس.
وتفرض إسرائيل إجراءات عقابية بحق الأسرى الستة، وتبقيهم في العزل الانفرادي.
وفي 6 سبتمبر/أيلول الماضي، تمكّن ستة أسرى من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع الإسرائيلي (شمال)، فيما عرف فلسطينياً باسم "الهروب الكبير" عبر نفق حفروه في زنزانتهم، لكن أُعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.
والأسرى الستة من منطقة جنين (شمال) وهم إضافة إلى محمود العارضة هم: محمد العارضة، يعقوب قادري، مناضل نفيعات، أيهم كمامجي، وينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، إضافة إلى زكريا الزبيدي من كتائب الأقصى المحسوبة على حركة "فتح".
رواية إسرائيلية
كانت قنوات إسرائيلية قد ادعت لحظة اعتقال الأسيرين العارضة وقادري أنهما "ضُبطا أثناء بحثهما عن طعام في سلال قمامة في المنطقة؛ ما أثار اشتباه المواطنين الإسرائيليين".
كما زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الأسيرين قد توجها إلى عائلة عربية في الناصرة لطلب الطعام ولكنها رفضت وأبلغت عنهما الشرطة.
الرواية الإسرائيلية قوبلت بتشكيك كبير في الساحة الفلسطينية، حيث عبر ناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ناشطون وإعلاميون أشاروا إلى أن الصور التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تظهر الأسيرين المحررين في ملابس غير ملابس السجن التي خرجوا بها، وهو ما يؤكد تلقيهم مساعدة آخرين في الوصول لكل ما يحتاجونه من مأكل وملبس، وليسوا بحاجة للبحث والسؤال، في تفنيد للرواية الإسرائيلية.
ناشطون أكدوا كذلك أن الاحتلال أراد توصيل رسائل محددة، منها ضرب الروح المعنوية للأسرى وذويهم، وللشعب الفلسطيني، وكذلك ضرب العلاقة بين الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية، والتي شهدت حالة من التوحد في هبة القدس والأقصى مايو/أيار الماضي، مع أحداث اقتحام المسجد الأقصى والشيخ جراح والعدوان على غزة.