وقَّعت مصر واليونان مذكرة تفاهم بشأن توصيل الكهرباء بين البلدين، في مراسم جرت بالعاصمة أثينا، وهو الاتفاق الأول من نوعه بين أوروبا وإفريقيا في جنوب شرقي البحر المتوسط، طبقاً لما أوردته وكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث قال بيان صادر عن وزارة البيئة والطاقة اليونانية، الخميس، إنه في إطار الاتفاقية التي وُقعت بين وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر، ووزير البيئة والطاقة اليوناني كوستاس سكريكاس، سيتم توفير الطاقة الخضراء من خلال الكابلات التي ستُمدُّ تحت البحر.
البيان أشار إلى أن الاتفاقية خطوة تُعمق العلاقات الاستراتيجية بين أثينا والقاهرة وتسهم في أمن الطاقة لليونان.
بحسب البيان، أكد سكريكاس أن هذه الاتفاقية "خطوة حاسمة لتعزيز الرخاء وأمن الطاقة بالمنطقة"، لافتاً إلى أن الاتفاقية تعزز الدور الجيوسياسي لليونان في شرق البحر المتوسط وجنوب شرقي أوروبا.
تغلغل الطاقة النظيفة
بدوره، ذكر شاكر أن الربط الكهربائي بين مصر واليونان سيخلق شبكة متصلة جيداً عبر شرق البحر المتوسط، مضيفاً أنه سيعزز تغلغل الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
بموجب مذكرة التفاهم بين اليونان ومصر، سيتم تشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى تضم مسؤولين كباراً وممثلين عن شركات إدارة شبكات الكهرباء والجهات التنظيمية.
فيما ذكرت وسائل إعلام يونانية أن الاتفاقية وُضعت أسسها خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس لمصر في يونيو/حزيران 2021، وأنها ستسهم في أمن الطاقة بأوروبا وستلبي أيضاً رغبة مصر في تصدير فائض إمدادات الطاقة إلى السوق الأوروبية.
اتفاق مماثل مع قبرص
في السياق ذاته، أبرمت مصر وقبرص، السبت 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اتفاقاً للربط الكهربائي بين البلدين.
إذ وقَّع وزيرا الطاقة في البلدين مذكرة تفاهم؛ لتحديد إطار التعاون من التخطيط إلى التطبيق.
من جهتها، قالت وزيرة الطاقة القبرصية، ناتاشا بيليدس، في أثناء مراسم التوقيع مع نظيرها المصري محمد شاكر: "بالنسبة لقبرص، ينطوي الربط الكهربائي مع مصر، أحد أهم حلفائنا الاستراتيجيين في المنطقة، على إمكانية أن يصبح حجر زاوية لجهودنا في التحول نحو اقتصاد أخضر".
بيليدس أضافت: "تقوية شبكاتنا الكهربائية والسماح بمزيد من التكامل في مجال الطاقة المتجددة بالبلدين، وتحسين أمن إمدادات الطاقة لدينا والتمكن من أن نصبح مصدّرين للطاقة، مجرد جزء يسير من الفوائد الملموسة".
كانت مصر، التي تمتلك فائضاً من الكهرباء، قد دخلت في المحادثات قبل عام؛ من أجل بيع الطاقة لأوروبا، مستغلةً أفضليتها باعتبارها منتجاً للطاقة المتجددة الرخيصة وفي محاولة منها لتصبح مركزاً إقليمياً للتصدير. وقد جرت المناقشات بين قبرص واليونان في الأشهر الأخيرة، حول مد كابل تحت البحر يربط بين الدول الثلاث.
يشار إلى أن مصر وقَّعت على اتفاق مبدئي لمشروع "يورو أفريكا إنتركونيكتور" مع قبرص واليونان عام 2019، مع إعلان قادة الدول الثلاث دعمهم للمشروع في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
يأتي الاتفاق في وقت تعتزم فيه اليونان وقبرص وإسرائيل تشييد خط للربط بين أوروبا وآسيا، وهو أطول وأعمق كابل كهرباء عابر للبحر المتوسط، بتكلفة تقدر بنحو 900 مليون دولار.