قال مسؤولٍ استخباراتي فرنسي رفيع المستوى إن الجماعات اليمينية المتشددة في الولايات المتحدة قد تركت تأثيراً كبيراً على اليمين المتطرف في فرنسا، خاصةً في نشر نظريات المؤامرة المناهضة للحكومة داخل أوروبا.
جاء ذلك في زيارة منسق الاستخبارات الوطنية ومكافحة الإرهاب الفرنسي لوران نونيز لواشنطن الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لعقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، حسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية.
تأتي زيارة المسؤول الفرنسي على وقع العلاقات المتوترة بين باريس وواشنطن بسبب صفقة الغواصات النووية التي وقَّعتها أمريكا الشهر الماضي مع أستراليا، والتي أنهت التعاقد الفرنسي.
أكثر عنفاً وسرية
وأشار المسؤول الاستخباراتي الفرنسي إلى أن " تهديدات اليمين المتشدد، داخل فرنسا في الفترة الأخيرة شديدة الشبه بما يحدث داخل الولايات المتحدة".
أوضح ذلك بالقول: "خلال السنوات السابقة، كانت جماعات اليمين المتطرف في فرنسا منفتحةً حول أنشطتها، وأقل عنفاً، لكن المتشددين اليمينيين من الصعب على السلطات الفرنسية معرفة أنشطتهم".
أردف نونيز: "يُريدون تنظيم أنفسهم داخل شبكةٍ سرية. ولم يعودوا ظاهرين للعيان. وهم مستعدون لارتكاب أعمال عنف يُمكن مقارنتها بالإرهابيين".
وامتدت أهداف تلك الجماعات من المساجد والجماعات الإسلامية لتشمل أجهزة الدولة الفرنسية. وعلى غرار الجماعات الأمريكية، فقد تبنّت الكثير من الجماعات الفرنسية المتشددة نظريات المؤامرة المرتبطة بتصرفات الحكومة.
وعلى مر السنوات الخمس الماضية، نجحت السلطات في تفكيك ست خلايا متشددة من اليمين المتطرف في فرنسا، جمعت الأسلحة والمتفجرات وخطّطت لتنفيذ هجمات.
وفيما لم تعثر السلطات الفرنسية على "روابط عملياتية" بين الجماعات المتشددة المحلية وبين نظيرتها الأمريكية، لكن الجماعات الفرنسية استمدت الإلهام من حركات أخرى خارج البلاد مثل كيو أنون QAnon، حيث قال نوينز: " يتبنّى بعض أفراد تلك الجماعات نفس منطق جماعة كيو أنون. وهم يعتقدون أنّ الحكومة لها أجندةٌ خفية وتعمل ضد مصالح شعبها".
ويراقب المسؤولون الفرنسيون التطورات المتعلقة بالجماعات المتشددة داخل الولايات المتحدة، خاصةً بعد اندلاع أحداث الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني. حيث قال نونيز: "نرى أنّ الدوافع مشتركة. فهذه الجماعات تُحارب الديمقراطية".