طمأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المواطنين الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد يوم عاصف، وُصف بأنه الأخطر منذ سنوات، إذ قتل 6 أشخاص في اشتباكات عنيفة شهدتها شوارع العاصمة بيروت.
وقُتل ستة أشخاص وأصيب آخرون في اشتباكات بيروت التي اندلعت تزامناً مع مظاهرة نظمها أنصار "حزب الله" وحركة "أمل" ضد المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت، طارق البيطار.
رئيس الوزراء يطمئن المواطنين
وفي مقابلة مع صحيفة النهار اللبنانية، طمأن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي المواطنين، كما قال إنه يعتذر من الأطفال عمل حصل، في إشارة إلى تعرض الكثير من الأطفال للخطر في مدارسهم القريبة من موقع الاشتباك الخميس.
كما دعا ميقاتي المواطنين إلى مشاهدة فيلم "وهلأ لوين" للمخرجة نادين لبكي، قائلاً إن ذلك ضروري "لمعرفة أن كل الصراعات لن تفيد شيئاً ولن تؤدي إلى شيء ولن توصل لبنان إلى أيّ مكان".
وأكد ميقاتي أن "المعالجة الهادئة لقضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت جارية"، مضيفاً: "نحن سلطة تنفيذية ولا نستطيع التدخل في القضاء".
وتابع: "بعد تشكيل الحكومة دخلنا غرفة الطوارئ، وفي غرفة العمليات تلقينا الرصاص والآر. بي.جي".
مشاهد من الحرب الأهلية
كانت "حرب شوارع" وأعمال عنف قد اندلعت احتجاجاً على قرار المحكمة عدم إعفاء قاضي التحقيق في انفجار بيروت طارق البيطار، أوقعت قتلى بينهم امرأة قتلت رمياً بالرصاص وهي بمنزلها.
كما اضطر الجيش اللبناني للتدخل لإجلاء الأطفال من مدارسهم والعائلات من منازلهم، التي انهمر عليها الرصاص وسط أعمال العنف.
وحذّر الجيش، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، من أن وحداته المنتشرة "سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".
فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 6 أشخاص، وأصيب آخرون، في آخر إحصائية رسمية.
عزل بيطار يؤزّم الوضع!
وتأتي هذه التوترات بعد أن رفضت محكمة طلباً ثانياً لعزل البيطار، تقدم به نائبان عن "أمل"، هما علي حسن خليل وغازي زعيتر، حيث اتهما القاضي بأنه "خالف الأصول الدستورية، وتخطي صلاحيات مجلس النواب والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء".
وثمة مخاوف في الأوساط السياسية اللبنانية من أن ملف التحقيق في انفجار المرفأ قد يفجر الوضع السياسي والحكومي، في ظل تقارير إعلامية عن أن البيطار يتجه لاتهام جماعة "حزب الله"، فيما اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، أن عمل البيطار "فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية تأجيل جلسة لمجلس الوزراء كانت مقررة الأربعاء. بينما لم تذكر الرئاسة سبباً للتأجيل.
وقال مصدر إن التأجيل جاء بعد أن طالب وزراء "حزب الله" و"أمل" بـ"بحث الملابسات المحيطة بالتحقيق في انفجار المرفأ، واتخاذ موقف مما يدور حول هذه المسألة".
في 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار هائل في المرفأ، ما أودى بحياة 217 شخصاً وأصاب نحو 7 آلاف آخرين، فضلاً عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية.
ووفق معلومات رسمية أولية، وقع الانفجار في العنبر رقم 12 من المرفأ، الذي تقول السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم"، كانت مُصادَرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.