حثَّ مدعٍ عام إيطالي محكمة في روما، الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على المضي قدماً في محاكمة أربعة ضباط كبار بأجهزة الأمن المصرية غيابياً، في جريمة اختفاء طالب الدراسات العليا جوليو ريجيني بالقاهرة ومقتله.
في حين قال محامو الدفاع، الذين عيَّنتهم المحكمة للضباط الأربعة، في جلسة المحاكمة ، إنه لم يتسن لأحدٍ الوصول لهم في مصر، وهو ما يعني أنهم لا يعرفون بتوجيه الاتهام إليهم، الأمر الذي يجعل الإجراءات باطلة.
عرقلة التحقيقات
مع ذلك قال المدعي سيرجيو كولايكو، في كلمة بافتتاح المحاكمة، إن السلطات المصرية عرقلت التحقيق ومنعت إيطاليا من الاتصال بالمشتبه بهم. وأضاف أنه تجب محاكمة الضباط الأربعة غيابياً، لأنه من المستحيل أنهم لا يعلمون بالقضية.
قال كولايكو: "حق إيطاليا في إجراء محاكمة بجريمة خطيرة للغاية وقعت في الخارج وتتعلق بمواطن إيطالي، أصبح على المحك". ومن المتوقع أن يُصدر القاضي حكمه في القضية بوقت لاحق من اليوم.
في المقابل فقد اختفى ريجيني، الذي كان طالب دراسات عليا بجامعة كمبريدج البريطانية، بالعاصمة المصرية في يناير/كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريباً، وأظهر تشريحها تعرضه لضرب مبرح قبل وفاته.
في حين حقق مدعون إيطاليون ومصريون في القضية معاً، لكن الجانبين اختلفا ووصلا إلى نتائج متباينة للغاية.
كذلك يقول المدعون الإيطاليون إن الرائد شريف مجدي من المخابرات العامة المصرية واللواء طارق صابر الرئيس السابق لجهاز الأمن الوطني وعقيد الشرطة هشام حلمي والعقيد آسر كمال رئيس مباحث مرافق القاهرة السابق مسؤولون عن خطف ريجيني. وقالوا إن شريف متهم أيضاً "بالتآمر لارتكاب جريمة قتل مقترنة بعنصر مشدد".
في المقابل لم يرد المشتبه بهم علناً على الاتهامات، ونفت الشرطة والمسؤولون في مصر مراراً ضلوعهم، بأي شكل من الأشكال، في اختفاء ريجيني ومقتله.
إبلاغ المشتبه بهم
من جانبه عرض المدعي كولايكو 13 نقطة أمام المحكمة، قال إنها توضح كيف حاولت مصر أولاً تقويض التحقيق ثم رأت أن تحول دون إبلاغ المشتبه بهم بتوجيه التهم لهم.
حيث قال إن المحققين المصريين تباطأوا في القضية، متجاهلين 39 من أصل 64 طلباً منفصلاً للحصول على معلومات. وأضاف أن المواد التي جرى تسليمها كانت عديمة الفائدة في الغالب، مثل مقطع فيديو من محطة المترو حيث اختفى ريجيني، وكان فارغاً على مدى 20 دقيقة قضاها هناك.
أردف: "هناك تسجيل كامل لليوم السابق ولليوم اللاحق. بالطبع قد يكون ذلك محض صدفة". وتابع أن إيطاليا حاولت خلال نحو 30 مناسبة، عبر قنوات دبلوماسية وحكومية، الحصول على عناوين المشتبه بهم، حيث أبلغ رئيس الوزراء آنذاك جوزيبي كونتي، الرئيسَ المصري عبد الفتاح السيسي، أن عدم التعاون يؤثر سلباً على العلاقات الثنائية.
كما قال كولايكو: "لا أعتقد أنه كان ممكناً من الناحية الإنسانية القيام بأكثر من ذلك (للعثور على المشتبه بهم الأربعة)".
يذكر أن ريجيني كان يجري بحثاً عن النقابات العمالية المستقلة في مصر لرسالة الدكتوراه الخاصة به. ويقول مقربون إنه كان مهتماً أيضاً ببحث هيمنة الدولة والجيش على الاقتصاد المصري. والموضوعان لهما حساسية خاصة، في مصر.
كما قالت الشرطة المصرية في بادئ الأمر، إن ريجيني لقي حتفه في حادث طريق، قبل أن تقول لاحقاً إن تشكيلاً عصابياً خطفه وإن الشرطة ألقت القبض على أفراده لاحقاً وقتلتهم.
فيما قال مدعون مصريون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن الشخص الذي قتل ريجيني مازال مجهولاً لكنهم حفظوا القضية مؤقتاً.