تعرَّض شاب للقنص وارتمى أرضاً بينما كان يركض بقذيفة صاروخية على الكتف "آر بي جي" لإطلاقها، ضمن مواجهات عنيفة بين مسلحين، تشهدها بيروت ظهر الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد أن رفضت محكمة التمييز طلب تنحية المحقّق العدلي بانفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، للمرة الثانية.
فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي أظهر الحادثة التي أعادت مع فيديوهات وصور أخرى إلى أذهان اللبنانيين ذكريات الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي.
الفيديو الذي أظهر الشاب وهو ينطلق مسرعاً تحت زخات الرصاص، حاملاً على كتفه قذيفة صاروخية، فيما تعرّض للقنص قبل أن يصل إلى المكان الذي كان ينوي وصوله، وسقط أرضاً.
مشاهد من الحرب الأهلية
كانت "حرب شوارع" وأعمال عنف قد اندلعت احتجاجاً على قرار المحكمة عدم إعفاء قاضي التحقيق في انفجار بيروت طارق البيطار، أوقعت قتلى بينهم امرأة قتلت رمياً بالرصاص وهي بمنزلها.
كما اضطر الجيش اللبناني للتدخل لإجلاء الأطفال من مدارسهم والعائلات من منازلهم، التي انهمر عليها الرصاص وسط أعمال العنف.
وحذّر الجيش، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، من أن وحداته المنتشرة "سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر".
فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 6 أشخاص، وأصيب آخرون، في آخر إحصائية رسمية.
عزل بيطار يؤزّم الوضع!
وتأتي هذه التوترات بعد أن رفضت محكمة طلباً ثانياً لعزل البيطار، تقدم به نائبان عن "أمل"، هما علي حسن خليل وغازي زعيتر، حيث اتهما القاضي بأنه "خالف الأصول الدستورية، وتخطى صلاحيات مجلس النواب والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء".
وثمة مخاوف في الأوساط السياسية اللبنانية من أن ملف التحقيق في انفجار المرفأ قد يفجر الوضع السياسي والحكومي، في ظل تقارير إعلامية عن أن البيطار يتجه لاتهام جماعة "حزب الله"، فيما اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، أن عمل البيطار "فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية تأجيل جلسة لمجلس الوزراء كانت مقررة الأربعاء. بينما لم تذكر الرئاسة سبباً للتأجيل.
وقال مصدر إن التأجيل جاء بعد أن طالب وزراء "حزب الله" و"أمل" بـ"بحث الملابسات المحيطة بالتحقيق في انفجار مرفأ، واتخاذ موقف مما يدور حول هذه المسألة".
في 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار هائل في المرفأ، ما أودى بحياة 217 شخصاً وأصاب نحو 7 آلاف آخرين، فضلاً عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية.
ووفق معلومات رسمية أولية، وقع الانفجار في العنبر رقم 12 من المرفأ، الذي تقول السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم"، كانت مُصادَرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.