قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن بلاده ستفعل "كل ما يلزم من أجل تطهير" مناطق في شمال سوريا من مقاتلي وحدات "حماية الشعب" الكردية التي تصنفها أنقرة على لوائح الإرهاب، وذلك عقب زيادة هذه القوات من هجماتها عند الحدود مع تركيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده أوغلو في العاصمة التركية أنقرة، وحمّل خلاله روسيا والولايات المتحدة المسؤولية عن الهجمات التي تشنها القوات الكردية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
أضاف أوغلو في هذا الصدد: "بما أن روسيا والولايات المتحدة لم تلتزما بتعهداتهما (بخصوص انسحاب القوات الكردية) فيجب علينا الاعتماد على أنفسنا والقيام بما يجب"، وتابع: "بما أنهم لا يفون بوعودهم، فإننا سنفعل ما هو ضروري لأمننا".
تطرق أوغلو إلى الهجمات التي تستهدف قوات بلاده في سوريا، وأخرى تستهدف الأراضي التركية مؤخراً انطلاقاً من شمال سوريا، وأوضح أن مدى إطلاق صواريخ القوات الكردية إلى تركيا يبلغ حوالي 30 كيلومتراً.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد قال، يوم الإثنين الفائت، إن الهجوم الذي شنته قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية وأسفر عن مقتل شرطيين تركيين، كان "القشة التي قصمت ظهر البعير"، مضيفاً أن أنقرة عازمة على القضاء على التهديدات القادمة من شمال سوريا.
كانت تركيا قد قالت إن الشرطة في منطقة أعزاز بشمال سوريا تعرضت لهجوم بصاروخ موجه يوم الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شنته وحدات "حماية الشعب"، وأضافت أن قذائف يعتقد أنها أُطلقت من منطقة أبعد باتجاه الشرق تسيطر عليها القوات الكردية انفجرت يوم الإثنين الماضي في منطقتين في قرقميش بجنوب تركيا.
يأتي انتقاد تركيا لروسيا وأمريكا، لكون أنقرة توصلت مع البلدين إلى اتفاقين عقب العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات التركية في سوريا، يقضيان بانسحاب القوات التي تصنفها تركيا إرهابية بأسلحتها عن الحدود التركية.
في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، كان الجيش التركي قد أطلق بمشاركة الجيش الوطني السوري (فصائل المعارضة السورية)، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لإخراج القوات الكردية، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
ثم في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الكردية من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته حول انسحاب القوات الكردية أيضاً عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم إلى الداخل السوري، خلال 150 ساعة.
بين الحين والآخر تنتقد تركيا الدعم الأمريكي لوحدات "حماية الشعب" الكردية، وتطالب حليفتها في حلف شمال الأطلسي بوقف هذا الدعم.
في هذا السياق، تطرق أوغلو إلى تقديم الولايات المتحدة التعازي في سقوط جنود أتراك في سوريا، وقال: "الآن تصدر الولايات المتحدة بياناً وتقول فيه: ندين الهجمات على حليفنا (تركيا) من سوريا"، وتساءل مستنكراً: "من الذي يقدم الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين ومن يدربهم؟ أنت (واشنطن) تقدم لهم السلاح وتدربهم ثم تصدر بيان إدانة شكلياً، سوء النية واضح جداً هنا".