نقلت صحيفة New York Times الأمريكية، الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قصة رجل إسباني يعمل بمهنة غريبة؛ إذ يقوم بإعادة جثث المهاجرين غير الشرعيين، الذي يلقون حتفهم أثناء محاولتهم العبور من شمال إفريقيا إلى أوروبا، إلى بلدانهم مقابل مبلغ مالي.
مارتين زامورا، البالغ من العمر 61 عاماً، وهو "متعهد دفن الموتى"، يعمل بمشروعه الخاص الذي أطلق عليه اسم "المساعدة في الجنازة"، إذ يعمل زامورا في مستودع لتحنيط جثث المهاجرين بهدف إعادتها إلى أسرها.
زامورا قال للصحيفة الأمريكية إنه تمكن من إعادة أكثر من 800 جثة إلى موطنها، مضيفاً أنه يلاقي صعوبات كبيرة مع مسؤولي البلدية لتسليم الجثث حتى يتمكن من تحنيطها، كما أنه يعمل مع المهربين للعثور على أقارب الضحايا.
وقال المواطن الإسباني إنه لا يزور المغرب أو الجزائر منذ تفشي الوباء العالمي، إلا أنه يواصل عمله بالتواصل مع عائلات المفقودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقوم بتقديم خدماته لهم مقابل أكثر من 3500 دولار أمريكي للجثة الواحدة.
محمد المقدم، إمام مسجد في الجزيرة الخضراء (جنوب إسبانيا)، أشاد بجهود زامورا، قائلاً: "بالرغم من أنه عمل تجاري، فإننا ممتنون لذلك".
فيما اعتبر خوسيه مانويل كاستيلو، مدير مشرحة المدينة في الجزيرة الخضراء، أن زامورا ملأ الفراغ الذي خلفته السلطات، مشدداً على أنه "يجب على شخص ما أن يعتني بالأعمال الورقية وإعادة الجثث إلى الوطن، وإذا كان زامورا يفعل ذلك، فهذا شيء عظيم".
أما عن هوية الجثث، فقال زامورا: "الجسد هو اللغز، في الغالب تكون الملابس هي القرائن الوحيدة"، مضيفاً أنه بعد تحديد الهوية يصبح من السهل التواصل مع عائلة المفقود، حيث إنه في الغالب يضم القارب مجموعة من الأقارب أو الجيران والأصدقاء.
ويشار إلى أنه في النصف الأول من العام الحالي، وصل أكثر من 12 ألف مهاجر إلى إسبانيا عن طريق البحر، أي ما يقرب من ضعف عدد الوافدين خلال الفترة نفسها من العام الماضي (7,256)، وفقاً لوزارة الداخلية الإسبانية. ولقي ما مجموعه 2,087 مهاجراً حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وفقاً لمنظمة "كاميناندو فرونتيراس" غير الحكومية.