يختفي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كل بضعة أشهر في ظروف غامضة عن الرأي العام، ليثير بذلك تكهنات قلقة من المراقبين الأجانب، لكن غيابه الأخير هذه المرة عُرفت أسبابه، وأحدها أنه كان يساعد في تصميم شعارات الحافلات.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن كيم جونغ كان يمضي وقته مؤخراً في المساعدة في تصميم زجاجات النبيذ، وسفن الشحن، والزي المدرسي، ومراجعة خطط تطويرين سياحيين جديدين.
تشير الصحيفة إلى أنه عُثر على تلك الأدلة في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية، لمعرض جديد للتصميمات الصناعية لفنانين كوريين شماليين، الذي تنوعت معروضاته من شعارات الحافلات إلى الشركات.
تسرد إحدى اللوحات الأيام التي تولى فيها كيم جونغ بنفسه فحص تلك التصميمات، وتزامنت جميعها مع فترات غاب فيها عن الرأي العام.
بحسب الموقع الإخباري NK News الذي حلَّل صوراً من المعرض الوطني للفنون الصناعية في بيونغ يانغ، أُثني على كيم جونغ لقضاء ما لا يقل عن 25 يوماً في مراجعة 110 تصميمات، العديد منها يتعلق بمنطقتين سياحيتين جديدتين قيد الإنشاء في الشمال.
كذلك فإن الصور الجديدة التي ظهر فيها كيم جونغ لا تدع مجالاً للشك بأنه استغل وقته بعيداً عن الأضواء العامة لإنقاص وزنه، إذ يبدو الزعيم الذي يبلغ من العمر 37 عاماً أكثر نحافة مقارنة بوزنه السابق الذي يُقدر بـ140 كيلوغراماً.
يرى كوريون شماليون أن زعيمهم كيم جونغ يعمل أكثر من اللازم، وقال أحد المواطنين في تصريح نقلته وسائل إعلام حكومية: "امتلأت قلوب الشعب بألم شديد عندما رأينا النظرات الهزيلة للأمين العام [لحزب العمال]. الجميع يقول إنَّ دموعهم انهمرت تلقائياً".
يضاف اختفاء كيم جونغ الأخير إلى قائمة من الغيابات المفاجئة للزعيم الكوري الشمالي، فالرجل غاب أيضاً عن الأنظار ثلاثة أسابيع، في فبراير/شباط 2020.
في عام 2014، اختفى الزعيم لمدة 40 يوماً أيضاً، وساعتها انتشرت شائعات وقوع انقلاب عسكري أطاح به، وتناولتها وسائل الإعلام الغربية على نطاق واسع أيضاً، لكن الزعيم عاد فجأة للظهور مرة أخرى، لكنه كان يستخدم عصا تساعده على السير، واتضح أنه خضع لجراحة في ساقه اليسرى، ولم تكن هناك انقلابات أو هكذا ظهرت الأمور.
يأتي ظهور كيم جونغ الأخير بينما تعاني بلاده من أزمات اقتصادية، ودعا الزعيم الكوري، أمس الإثنين، مسؤولي بلاده إلى التغلب على الوضع الاقتصادي "الكئيب" الذي تواجهه بلاده، وبذل جهوداً أقوى لتحسين الغذاء والظروف المعيشية لشعبه.
كيم قال خلال الخطاب إن حزبه عازم على تحقيق الأهداف الاقتصادية التي تم تحديدها خلال مؤتمر الحزب، في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما أقر بأن خططه الاقتصادية السابقة لم تنجح، وأصدر خطط تنمية جديدة للسنوات الخمس المقبلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.