نقلت شبكة CNN الأمريكية، الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن مصادر مطلعة، قولها إنه تم إجلاء المترجم الأفغاني الذي كان متعاوناً مع القوات الأمريكية، وساعد قبل 13 عاماً في إنقاذ السيناتور آنذاك جو بايدن، واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، كانت تقطَّعت بهم السبل في وادٍ ناءٍ بأفغانستان، بعد أن اضطر قائد مروحيتهم إلى الهبوط وسط عاصفة ثلجية.
المصادر التي لم تفصح عن هويتها، أكدت أنَّ تحالف "الإنسان أولاً" (Human First)، نجح إلى جانب وزارة الخارجية الأمريكية، في إجلاء المترجم الأفغاني أمان خليلي وعائلته من دولة باكستان.
من جهته، وجّه تحالف Human First الشكر لرئيس وزراء باكستان عمران خان، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وموظفي وزارة الخارجية، على مساعدتهم في إجلاء عائلة "خليلي"، ووعدهم بإجلاء الـ200 شخص المتبقين في إسلام آباد.
كما كشفت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية أن "خليلي" وعائلته غادروا أفغانستان خلال الأسبوع الماضي، وعبَروا الحدود إلى باكستان.
بدوره، لفت متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات صحفية، إلى أنه بعد عبور الحدود إلى باكستان براً، سافر "خليلي" وعائلته على متن طائرة حكومية أمريكية إلى العاصمة القطرية الدوحة.
كان "خليلي" قد أكد، في تصريحات سابقة، أن تأشيرة الهجرة الخاصة إلى أمريكا التي حصل عليها لاتزال عالقة، مشيراً إلى أنه على ثقة بأن "بايدن يستطيع فعل كل شيء، لأنه رئيس الولايات المتحدة".
"رد الجميل"
يشار إلى أن "خليلي" كان قد وجَّه، يوم الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، رسالة عبر صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إلى بايدن يناشده فيها إنقاذه رفقة عائلته، بإخراجه من أفغانستان، وقال: "أناشدك إنقاذي وعائلتي، لا تنسَنِي هنا".
"خليلي"، الذي طلب عدم استخدام اسمه الكامل؛ نظراً إلى أنه كان مختبئاً ويخفي هويته، في رسالته، طالب الرئيسَ الأمريكي بردِّ الجميل وإنقاذه.
حينها، جاء الرد على رسالة المترجم الأفغاني من السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي، الثلاثاء 31 أغسطس/آب، شاكرةً له لى تعاونه، وقالت إن الولايات المتحدة لاتزال ملتزمة بإخراج المتعاونين الأفغان من البلاد.
ردَّت ساكي على الرسالة، قائلة: "سنُخرجك من هناك، وسنُحسِن ردَّ جميل خدمتك".
13 عاماً في خدمة الجيش الأمريكي
يشار إلى أن "خليلي" كان مترجماً فورياً يبلغ من العمر 36 عاماً ويعمل لصالح الجيش الأمريكي في عام 2008، عندما هبطت طائرتا هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" تابعتان للجيش الأمريكي، اضطرارياً في أفغانستان خلال عاصفة ثلجية مانعة للرؤية، وفقاً لما ذكره أحد قدامى العسكريين الأمريكيين الذين عمِلوا معه في ذلك الوقت.
كان على متن الطائرة ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: السيناتور الديمقراطي جو بايدن، والسيناتور الديمقراطي جون كيري، والسيناتور الجمهوري تشاك هاغل.
آنذاك، عمد فريق أمني خاص من شركة بلاك ووتر العسكرية الأمريكية وجنود من الجيش الأمريكي إلى مراقبة المنطقة المحيطة بهبوط الطائرة؛ خشيةَ هجومٍ لمقاتلي طالبان، وفي غضون ذلك أرسل طاقم الطائرة نداء عاجلاً للمساعدة.
بحسب شهادة بريان جينتي، الذي كان رقيباً أول في وحدة قوات الحرس الوطني التي نقلت "خليلي" في مهمة الإنقاذ، فإن المساعدة جاءت بالفعل من مطار باغرام الجوي، فقد انتقل "خليلي" بصحبة وحدة من قوات الرد السريع التابعة للحرس الوطني والعاملة مع الفرقة 82 المحمولة جواً، وسافروا لساعات عبر الجبال القريبة في مركبة هامفي عسكرية؛ لإنقاذ أعضاء مجلس الشيوخ المحاصرين وسط العاصفة الثلجية.
شارك في 100 اشتباك قتالي
كذلك أمضى "خليلي" معظم فترات عمله مع الجيش الأمريكي في أودية وعرة، وقال جنود أمريكيون إنه شارك معهم في أكثر من 100 اشتباك قتالي.
قال جينتي إن الجنود وثقوا به كثيراً لدرجة أنهم كانوا يسمحون له أحياناً بتسلم سلاح لاستخدامه إذا واجهوا مشكلة في مناطق الاشتباك الصعبة.
كما أشار إلى أنَّ طلب التأشيرة الخاص بـ"خليلي" تعطَّل بعد أن فقد المتعاقد العسكري الذي كان يعمل لديه السجلات التي يحتاجها لاستيفاء الوثائق الخاصة بطلبه. ثم سيطرت طالبان على كابول في 15 أغسطس/آب.
قال "خليلي" إنه، مثله مثل آلاف آخرين، حاول الذهاب إلى بوابات مطار كابول، لكن القوات الأمريكية تصدت له وقالت إنها قد تسمح له بالمرور، لكن دون زوجته وأطفاله.
يُذكر أن بايدن كان قد تحدث عن الواقعة عندما كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس في عام 2008، كما أنه غالباً ما استخدمها لصقل أوراق اعتماده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.