دعا نواب وجماعات حقوقية في بريطانيا الوزراء والبرلمان إلى التحقيق في كيفية تمكُّن حاكم دبي من استخدام برامج تجسس متطورة لاختراق هواتف زوجته السابقة وفريقها القانوني في بريطانيا، الصيف الماضي، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وجاءت مطالب الحقوقيين بعد الكشف عن فضيحة التجسس يوم الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول، التي ظهرت بعدما خلُصت المحاكم الإنجليزية إلى أنَّ عملاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد اخترقوا هاتف الأميرة هيا باستخدام برنامج Pegasus المثير للجدل.
غراهام سترينجر، عضو حزب العمال في لجنة اختيار الشؤون الخارجية، قال إنَّ اللجنة قد تقصّت سابقاً المعلومات الخاصة بـ"تدخل الصين وروسيا في هذا البلد"، وينبغي الآن أن تنظر في قرصنة الهواتف التي ترعاها دول أجنبية، وأضاف النائب: "يجب أن ننظر إليها بصفتنا لجنة تابعة لمجلس العموم"، مضيفاً أنَّ الحكومة البريطانية بحاجة أيضاً إلى إجراء تحليلها الخاص للممارسة سريعة النمو للمراقبة المعقدة للهواتف المحمولة.
تجسس على الأميرة هيا
واكتشف تحقيق أجرته صحيفة The Guardian في وقت سابق من هذا العام أنَّ 50 ألف رقم هاتف قد ظهرت في قائمة مُسرَّبة يُعتقَد أنها تخص أشخاصاً موضع اهتمام لحكومات من عملاء مجموعة NSO المُطوِّرة لبرنامج التجسس منذ عام 2016. وما لا يقل عن 10 دول- بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، ودبي جزء منها- أدخلت أرقاماً في نظام التجسس.
وتعتبر أحكام المحكمة الصادرة يوم الأربعاء، 6 أكتوبر/تشرين الأول، أوضح مثال حتى الآن على استهداف البريطانيين باستخدام برنامج التجسس Pegasus التابع لشركة NSO، الذي يُباع إلى الدول لاستخدامه ضد الإرهابيين والمجرمين المنظمين. وهو برنامج لديه القدرة على السيطرة سراً على هاتف الشخص وسرقة البيانات الشخصية أو تشغيل الميكروفون لتسجيل ما يحيط به.
لكن كانت هناك أيضاً انتقادات متكررة بأنَّ وكالات الأمن الحكومية تستهدف النشطاء والصحفيين والمحامين باستخدام هذه التكنولوجيا، مع ظهور 400 رقم بريطاني آخر في القائمة المُسرَّبة ضمن الأرقام التي تستهدفها الإمارات العربية المتحدة.
وخلُصت المحاكم إلى أنَّ من بين الضحايا الآخرين لحملة القرصنة هذه: فيونا شاكلتون، محامية طلاق رفيعة المستوى، وزميلة قديمة كانتا تقدمان النصح للأميرة هيا في معركة قانونية قاسية مع الشيخ محمد حول سلامة طفليها، وقالت منظمة العفو الدولية، المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، إنَّ "استهداف المواطنين والمقيمين في المملكة المتحدة بواسطة برنامج التجسس التابع لمجموعة NSO يجب أن يدفع الوكالات الحكومية واللجان البرلمانية الآن إلى إجراء تحقيقات عاجلة وعلنية".
وأضافت دانا إنغليتون، نائبة مدير وحدة التكنولوجيا في منظمة العفو الدولية: "يجب على السلطات في المملكة المتحدة- بما في ذلك الهيئات البرلمانية- إجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف وحيادي".فيما قالت مصادر سابقة في الحكومة البريطانية إنه كان هناك بعض القلق بشأن التوافر المتزايد لبرامج التجسس الخاصة بـ NSO، لكنهم اعترفوا أيضاً بأنه لا يمكن فعل الكثير من الناحية العملية بمجرد بيع هذه التكنولوجيا.
وكان هناك اتفاق غير رسمي على عدم بيع التكنولوجيا لدول معارضة للمملكة المتحدة وبقية أعضاء تحالف "العيون الخمس"- وهو تحالف استخباراتي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، بجانب بريطانيا- لكن الإمارات العربية المتحدة تعتبر حليفة. وأضاف مصدر حكومي بريطاني أنه إذا أسيء استخدام Pegasus ضد أهداف بريطانية، فسيكون من المستحيل منعه.