قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه عندما توقفت خدمات تطبيق واتساب، المملوك لشركة فيسبوك، في حوالي الساعة الثالثة و40 دقيقة مساء بتوقيت غرينيتش، يوم الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تلقى موقع Downdetector الذي يتعقب حالة المواقع الإلكترونية، حوالي 14 مليون بلاغ بالانقطاع.
ثم ما لبثت أن عادت الخدمة تدريجياً في المساء، لكن عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم، الذين تدور حياتهم الشخصية والمهنية حول تطبيق واتساب، كان توقف خدمات التطبيق بالنسبة إليهم أكثر من مجرد حالة إزعاج عابرة.
بديل للرسائل النصية
برز تطبيق واتساب بوصفه بديلاً شائعاً للرسائل النصية، ولا سيما في البلاد النامية، التي تكون فيها خدمات الاتصالات باهظة التكاليف، لكن التطبيق يعد أكثر من مجرد منصة مراسلة، فعلى سبيل المثال، يمكن طلب اختبارات فيروس كورونا وتلقي النتائج عبر التطبيق في لبنان.
في المقابل تشغل البعثة الدبلوماسية الفلبينية في الإمارات خطاً ساخناً عبر واتساب، للتواصل مع رعاياها في البلد الخليجي. كذلك يستطيع مستخدمو التطبيق في البرازيل استخدام دليل أعمال مقدم عبر التطبيق، للبحث عن آلاف من مقدمي الأغذية وسلع التجزئة.
بحسب تقرير اتجاهات مستخدمي التواصل الاجتماعي لعام 2020 (Social Media User Trends Report)، الذي تُصدره شركة GlobalWebIndex، فإن أكثر من 90% من الفئة السكانية الواقعة بين 16 عاماً و64 عاماً في سبعة بلدان -من بينها كينيا وماليزيا وكولومبيا- يستخدمون التطبيق بصفة شهرية.
قطع الحبل السري للأفراد
ماريتزا إل فيليكس، مؤسسة شركة Conecta Arizona، التي تتخذ من مدينة فينيكس بولاية أريزونا مقراً لها، وهي عبارة عن مُقدِّم خدمات إخبارية باللغة الإسبانية عبر تطبيق واتساب وقراؤها من العائلات الإسبانية المهاجرة، قالت إن عديداً من جمهورها شعروا أن انقطاع الخدمة أشبه بقطع الحبل السري للأفراد.
قالت ماريتزا: "واتساب هو تطبيق التراسل الذي يفضله مجتمعي. نستخدم واتساب للأعمال والتسلية (والتواصل مع العائلة)، بل وحتى لنقع في الحب".
كذلك وبعد عودة الخدمات مرة أخرى، كتب بعض المشتركين في مجموعة ماريتزا أنهم "شعروا بالخوف والوحدة"، لأنهم كانوا يسافرون عبر الحدود الأمريكية والمكسيكية خلال انقطاع الخدمة. تقدم شركة Conecta Arizona معلومات من بينها الجداول والتقارير المرورية الخاصة بعبور الحدود.
في حين تأكدت مركزية التطبيق خلال جائحة فيروس كورونا. كانت حكومة العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس تشغل دردشة آلية عبر التطبيق، يساعد الأشخاص على الاتصال بالعاملين في المجال الطبي إذا ظهرت لديهم أعراض مرض كوفيد-19. وفي أبريل/نيسان، أطلقت وزارة الصحة اللبنانية خدمة دردشة آلية عبر واتساب لعرض التحديثات حول موقف فيروس كورونا في البلاد.
وفقاً لاستبيانٍ لمركز Pew Research Center للبحوث، يستخدم أكثر من أربعة من بين كل خمسة أشخاص في لبنان تطبيق واتساب، وهو ما يجعله التطبيق الأكثر استخداماً في بلد يواجه ضائقة اقتصادية شديدة.
ضريبة على المكالمات
في المقابل، فعندما حاولت بيروت فرض ضريبة على المكالمات التي تُجرَى عبر تطبيق واتساب في 2019، خرجت احتجاجات إلى الشوارع واصطدمت بقوات الأمن. تراجعت الحكومة عن هذه السياسة بعد ساعات مما وُصفت بأنها أكبر تظاهرات يشهدها لبنان منذ سنوات. وبعد وقت قصير من انقطاع الخدمة، أوضح وزير الاتصالات في البلاد أن الخلل في الخدمة لم يكن بسبب وزارته، وذلك وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام محلية.
أما في تنزانيا، فقد نشر المتحدث الرئيسي باسم الحكومة فيديو على موقع تويتر، يحث المواطنين على "التزام الهدوء" خلال انقطاع الخدمة، مضيفاً أن "جميع الخدمات الحكومية الأخرى المقدمة على الإنترنت لا تزال متاحة".
كما لجأ كثير من الأشخاص في الهند، التي تعد أكبر سوق لواتساب من ناحية عدد المستخدمين، إلى مقدمي خدمات آخرين بعد أن صاروا عاجزين عن استخدام التطبيق في وقت متأخر، بالإضافة إلى ذلك، في يوم الإثنين تواصلت سوربي بهرادواج، التي تعمل مستشارة في نيودلهي، مع أخيها عن طريق خدمة فيس تايم، التي توفرها شركة آبل لمستخدمي منتجاتها. وقررت أمها استخدام تطبيق سيجنال، وهو تطبيق منافس لواتساب معروف باستخدام ضوابط تشفير.
في سياق متصل، فقد قال تطبيق سيجنال في تغريدة إن "ملايين" المستخدمين الجدد انضموا إليه خلال توقف واتساب، بينما ذكر بعض المشكلات الخاصة به التي يحاول إصلاحها.