أنهت شركة "إن.إس.أو" الإسرائيلية تعاقدها مع الإمارات العربية المتحدة لاستخدام أداة التجسس الحكومية القوية (بيغاسوس)، لأن حاكم دبي كان يستخدمها لاختراق هواتف زوجته السابقة وبعض المقربين منها، حسبما قال محاموها أمام المحكمة العليا في إنجلترا، الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، خلصت المحكمة العليا في إنجلترا إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، أصدر تعليماته بالتجسس على هواتف زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين ومحاميها وفريقها الأمني.
قالت الشركة إنها أغلقت ستة أنظمة لعملاء سابقين، بعقود تزيد قيمتها على 300 مليون دولار. ولم تذكر أي تفاصيل.
حدثت عملية التجسس، العام الماضي، خلال معركة الوصاية المستمرة بلندن بين الزوجين على طفليهما والتي تكلفت ملايين الدولارات.
خلال الجلسات استمعت المحكمة إلى أن شركة "إن.إس.أو" ألغت عقدها مع الإمارات؛ لخرقها قواعدها بشأن استخدام نظام بيغاسوس الذي يستخدم لجمع البيانات من الهواتف المحمولة لمجرمين أو إرهابيين مشتبه بهم.
ظهرت عملية التجسس على هيا والمرتبطين بها ومن ضمنهم المحامية فيونا شاكلتون المشرعة بمجلس اللوردات البريطاني، في بداية شهر أغسطس/آب من العام الماضي.
تفاصيل قرار المحكمة البريطانية
إضافة إلى برنامج "بيغاسوس"، قالت المحكمة إن العاملين مع الشيخ محمد حاولوا شراء قصر مجاور لمنزل هيا بالقرب من العاصمة البريطانية، في إجراء تخويفي رأت المحكمة أنه جعلها تشعر بأنها مطاردة وغير آمنة، كأنها "لا تستطيع التنفس بعد الآن".
تأتي الأحكام الأخيرة بعد 19 شهراً من توصل المحكمة إلى نتيجة، مفادها أن الأمير محمد خطف اثنتين من بناته وأساء معاملتهما واحتجزهما رغماً عنهما.
قال القاضي أندرو ماكفرلين رئيس قسم الأسرة في المحكمة العليا بإنجلترا وويلز في حكمه: "النتائج تمثل انتهاكاً تاماً للثقة، وفي الواقع إساءة استخدام للسلطة إلى حد بعيد".
من بين الذين استهدفتهم عملية التجسس محامية هيا، فيونا شاكلتون، وهي عضوة في مجلس اللوردات البريطاني والتي مثلت ولي العهد الأمير تشارلز في طلاقه من زوجته الراحلة الأميرة ديانا.
رد الشيخ محمد
فقد رفض الشيخ محمد ما خلصت إليه المحكمة، قائلاً إنها تستند إلى صورة غير مكتملة الأركان.
كما أضاف في بيان، أنه لطالما أنكر المزاعم الموجهة ضده وما زال على موقفه.
كذلك، قال إنه إضافة إلى ذلك استندت النتائج إلى أدلة لم يُكشف عنها له أو لمستشاريه لذلك يصر على أنها قدمت بطريقة غير عادلة.
ودخل الشيخ محمد (72 عاماً) والأميرة هيا (47 عاماً) في معركة حضانة طويلة ومريرة ومكلفة منذ أن هربت إلى بريطانيا مع طفليها جليلة (13 عاماً) وزايد (9 أعوام). وقالت إنها تخشى على سلامتها، وسط شكوك بأنها أقامت علاقة مع أحد حراسها الشخصيين البريطانيين.
معركة طويلة ومكلفة
فقد قالت الأميرة التي تلقت تعليمها ببريطانيا في بيان: "لا أشعر بأن بإمكاني المضي قدماً بحرية وفقاً لما هو الحال الآن. أشعر بأنني مطاردة طوال الوقت وبأنني مضطرة إلى التوجس خيفة مما قد يحدث مستقبلاً على الدوام".
بينما بلغت التكاليف القانونية للقضية ملايين الجنيهات الإسترلينية، إذ ترافع في القضية بعض أبرز المحامين البريطانيين. وأكدت المحكمة أن تكاليف استئناف واحد فقط بلغت 2.5 مليون جنيه.
إذ سعى الشيخ محمد في البداية، إلى إعادة الأطفال إلى دبي، لكنه مُني منذ ذلك الحين بهزائم متكررة في المحاكم الإنجليزية.
وفي حكم صدر اليوم الأربعاء، قال القاضي ماكفرلين إن الأطفال يجب أن يعيشوا مع والدتهم.