حذّر وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، من أن بلاده يمكن أن "تقاتل حتى النهاية" في حال وقوع غزو صيني، مناشداً أستراليا من أجل تقديم مساعدتها للتخطيط للحرب، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
جوزيف أضاف، في حديثه مع إذاعة ABC Australia: "إذا كانت الصين ستشن حرباً ضد تايوان، فسوف نقاتل حتى النهاية، وذلك هو التزامنا"، متابعاً: "إنني متأكد من أن الصين ستطلق هجوماً ضد تايوان، وأعتقد أنهم سيعانون بشدة كذلك".
في حين تابع الوزير التايواني: "نحن قلقون للغاية من أن الصين ستشن حرباً ضد تايوان في مرحلة ما، رغم أن التهديد قد لا يكون وشيكاً في هذه المرحلة".
طائرات حربية صينية
يأتي هذا في وقتٍ أرسلت فيه بكين عشرات الطائرات الحربية لتحلق ناحية الجزيرة في أكبر طلعة جوية من نوعها حتى الآن، بينما دخلت السفن الحربية الأمريكية مرة أخرى بحر الصين الجنوبي في تحدٍّ للتحذيرات القادمة من الصين ضد الانتشار الأجنبي في المياه المتنازع عليها.
حيث أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، الإثنين، أن الصين أرسلت 56 طائرة حربية لمجال دفاعها الجوي، مشيرة، في بيان، إلى أن الطلعة الأولى تضمنت 52 طائرة، من بينها 34 مقاتلة من طراز "J-16" و12 قاذفة من طراز "H-6".
فيما شملت الطلعة الثانية أربع طائرات صينية أخرى من طراز "J-16″، تم إرسالها باتجاه الجزء الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
كانت هذه أكبر عملية مسجلة، والأكبر منذ أن أرسلت القوات الجوية للجيش الصيني 38 طائرة نحو المجال الجوي لتايوان، يوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول. وبحسب المسؤولين في تايوان، كانت هناك 39 طلعة جوية يوم السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول، و16 طلعة جوية أخرى يوم الأحد 3 أكتوبر/تشرين الأول.
فيما نوهت الوزارة أن "القوات الجوية التايوانية راقبت تحركات الطائرات الحربية الصينية على نظام دفاعها الجوي".
بدوره، وجّه مجلس شؤون البر الرئيسي التايواني اتهامات إلى الصين بـ"الإضرار الخطير بالوضع الراهن من السلم والاستقرار في مضيق تايوان"، مطالباً بكين بالتوقف عن "الأفعال الاستفزازية غير المسؤولة وغير السلمية".
"تحذير من حرب"
من جهتها، قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، وهي إحدى الصحف المؤثرة في البلاد والمقربة من الحزب الحاكم، الثلاثاء، إن الطلعات الجوية هي رسالة تحذير إلى الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان ذي الميول المؤيدة للاستقلال وللقوى الأجنبية الداعمة.
أضافت أن الطلعات الجوية خلال الاحتفال بالعيد الوطني للصين هي إعلان واضح لا لبس فيه لسيادة الصين على الجزيرة، وتأكيد صيني على حماية حقوقها السيادية في المنطقة، لافتة إلى أنه حان الوقت لتحذير الانفصاليين التايوانيين وأنصارهم، وأن التدهور في المناخ السلمي للمنطقة بدأ مع وصول الحزب الديمقراطي التقدمي إلى السلطة عام 2020.
حتى الآن، لم تعلّق الصين رسمياً على أنشطتها، ولكن سبق أن قالت إن مثل هذه الطلعات الجوية تهدف إلى حماية سيادة البلاد، وأنها موجهة ضد ما تصفه بـ"التواطؤ" بين تايوان والولايات المتحدة أكبر داعم دولي للجزيرة.
كانت وزارة الشؤون الخارجية الصينية اتهمت الولايات المتحدة بتصعيد التوترات عن طريق بيع أسلحة إلى تايوان، وإرسال سفن عبر مضيق تايوان، وهو ما وصفته الوزارة بأنه "عمل استفزازي أضر بالعلاقات الصينية الأمريكية".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول: "التزامنا تجاه تايوان راسخ، ويسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وحول المنطقة".
علاقات متوترة
يشار إلى أن العلاقات بين بكين وتايبيه تشهد توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين الجمهورية الصينية في الجزيرة.
بينما لا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية، وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.
في هذا الإطار، تشكو تايوان منذ عام أو أكثر من المهام المتكررة للقوات الجوية الصينية بالقرب من الجزيرة وغالباً في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة الدفاع الجوي بالقرب من جزر براتاس التي تسيطر عليها تايوان.