تقرير أممي جديد يتهم مرتزقة “فاغنر” الروسية بإعدام سجناء وتفخيخ منازل مدنيين بليبيا

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/04 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/04 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش
مرتزقة فاغنر الروس - مواقع التواصل

قال محققون بالأمم المتحدة الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن فرقة مرتزقة روسية أطلقت النار على سجناء، كما زرعت ألغاماً قرب مبان مدنية في مناطق انسحبت منها ميليشيا حفتر. 

جاء ذلك في تقرير لبعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة قالت فيه إن كل الأطراف في الصراع الليبي، ومنهم المرتزقة الروس، ارتكبوا انتهاكات قد تشمل جرائم حرب. 

وتشهد ليبيا اضطرابات منذ نحو عشر سنوات. وفي السنوات الأخيرة شهدت قتالاً بين فصائل تدعم الحكومتين المتنافستين في البلاد وتحظى بدعم قوى إقليمية مختلفة ومقاتلين أجانب ومرتزقة. 

مرتزقة روس 

اتهم التقرير على وجه الخصوص مرتزقة فاغنر، وهي شركة أمن روسية، بإطلاق النار على سجناء. 

وجاء في التقرير "هناك أسس للاعتقاد بأن أفراد فاغنر ربما يكونون قد ارتكبوا جرائم حرب تتمثل في القتل".

أضاف التقرير أن طاقم فاغنر خلّف وراءه جهاز كمبيوتر لوحي عليه خريطة تحدد مواقع ألغام زرعت قرب مبان مدنية في مناطق غادرتها ميليشيا حفتر لدى انسحابها، وقتلت الألغام التي صُنع أغلبها في روسيا، أو شوهت مدنيين لدى عودتهم لديارهم.

ولم يتسنّ لرويترز على الفور الاتصال بفاغنر ولم ترد الشركة في السابق على أسئلة عن أنشطتها.

فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما سُئل العام الماضي عن نشاط مرتزقة روس في ليبيا إنه إذا كان هناك أي مقاتلين روس فإنهم لا يمثلون الدولة.

مجموعة الكاني 

استند تقرير اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء، التي تعطل عملها بسبب قيود تتعلق بالميزانية، والمرفوع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على مئات الوثائق وصور الأقمار الصناعية ومقابلات مع أكثر من 150 شخصاً وتحقيقات في ليبيا وتونس وإيطاليا.

قال الخبراء المستقلون في التقرير إن التعذيب وغيره من الانتهاكات كانت ترتكب "يومياً" في السجون الليبية ضد مهاجرين محتجزين؛ وهو ما قد يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.

كما حدد محققو الأمم المتحدة المشتبه به في واحدة من أسوأ حالات الانتهاكات، وهي عملية قتل نفذتها جماعة مسلحة في مدينة ترهونة، ودفنت الضحايا في مقبرة جماعية. وحدد المحققون المشتبه به بأنه محمد الكاني القائد في ميليشيا حفتر، وقد قُتل في يوليو/تموز الماضي.

انسحاب بعض المرتزقة

كانت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش قد أعلنت الأحد أن مجموعات من المقاتلين الأجانب خرجت بالفعل من بلادها، بينما تسعى حكومة الوحدة الوطنية إلى حشد المساعدة الدولية لسحب الكثير من هؤلاء "المرتزقة".

حيث قالت المنقوش رداً على سؤال حول "صحة الأنباء عن خروج مرتزقة من ليبيا": "الخبر صحيح، وبداية بسيطة جداً، ونسعى لتنظيم أكبر وشامل لخروج المرتزقة"، دون ذكر رقم محدد.

المنقوش أضافت: "هذا ملف شائك، وهي مجرد بداية، ونتمنى خروج المرتزقة جميعاً من كافة الأراضي الليبية وفق خطة مجموعة 5+5 (العسكرية) ووفق جدول زمني"، دون ذكر تفاصيل أكثر.

كان الجيش الليبي قد رصد عدة مرات تحركات لمرتزقة "فاغنر" الروسية الداعمة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في مدينتي سرت (شمال وسط) والجفرة (وسط)، كما أعلن مراراً رصد وصول رحلات جوية في الأعوام السابقة لطائرات تحمل مرتزقة من جنسيات مختلفة.

يشار إلى أن التوترات كانت قد عادت مؤخراً، بين مؤسسات الحكم في ليبيا، جراء خلافات بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر، خاصة على الصلاحيات ومشاريع القوانين الانتخابية، وسحب الثقة من الحكومة.

يُذكر أنه في 16 مارس/آذار 2021، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

تحميل المزيد