وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة إلى كافة الوزراء الإسرائيليين لزيارة رام الله والتحدث معه، وذلك في مساعي السلطة الفلسطينية المستمرة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة مع تل أبيب منذ أكثر من 7 سنوات.
دعوة الرئيس عباس جاءت خلال استضافة وفد من حزب "ميرتس" اليساري، ضمت وزراء في حكومة نفتالي بينيت، مساء الأحد 3 أكتوبر/تشرين الأول، حسبما نقلت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية الإثنين.
وقد سبق أن زار قياديون في "ميرتس" مقر الرئاسة في رام الله والتقوا عباس، لكن هذه هي المرة الأولى التي يفعلون ذلك بصفتهم وزراء في الحكومة.
حيث ضم الوفد رئيس الحزب ووزير الصحة نيتسان هورويتز ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج ورئيسة منتدى النساء في حزب ميرتس عضو الكنيست ميخال روزين.
علينا التحدث فقط
الرئيس محمود عباس قال لوفد ميرتس: "ليس علينا الاتفاق مع بعضنا البعض، علينا فقط التحدث"، أما وفد "ميرتس" فقد تحدث عن أهمية الحوار والتعاون الإسرائيلي الفلسطيني، وتعهدوا بدعم حل الدولتين للصراع، على الرغم من تجميد عملية السلام منذ عام 2014.
وفي تعقيب للصحيفة الإسرائيلية، قال هورويتز: "ذهبنا إلى رام الله لإعادة بناء قناة اتصال مباشرة ودائمة، ولإعطاء دفعة للتعاون".
كما أعرب هورويتز عن معارضته للتحركات الإسرائيلية الأحادية التي من شأنها الإضرار بأية خطط مستقبلية لدولتين مثل بناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية وكذلك العنف ضد الفلسطينيين ممن قال إنهم متطرفون إسرائيليون.
بدوره، قال عباس للوفد: "يجب اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تثبت أننا نعتزم صنع السلام وتسمح لي بالحفاظ على أمل الشعب الفلسطيني".
رغبة في لقاء شاكيد
وفقاً لموقع والا الإسرائيلي، فقد ذكر عباس على وجه التحديد اهتمامه بالتحدث مع وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد، ذات التوجهات اليمينية.
على الفور توجهت أيليت إلى تويتر للتعبير عن دهشتها ورفضها للعرض، وكتبت صراحةً: "لن يحدث ذلك".
أضافت الوزيرة الإسرائيلية: "لن أقابل أحد منكري المحرقة الذي يقاضي جنوداً إسرائيليين في لاهاي ويدفع لقتلة اليهود".
من جانبه، هاجم رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، اجتماع الوزراء الإسرائيلين مع عباس، مشيراً إلى أنهم غادروا اجتماع مجلس الوزراء من أجل كورونا بهدف الوصول لرام الله.
يشار إلى أن إيليت شاكيد يمينية متطرفة، وقد عرفت بمواقفها المتطرفة وتصريحاتها العنصرية، حيث أيدت عام 2014 اختطاف الفتي محمد أبو خصير في القدس على أيدي مستوطنين وحرقه حيا، كم سبق أن دعت إلى إبادة الفلسطينيين وتدمير مدنهم وقراهم وكذلك قتل الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن وعدم إبقاء أثر منهم.
اجتماع مع غانتس
في لقاء أخير بين محمود عباس ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، نهاية أغسطس/آب 2021، اتفق الطرفان على إقراض السلطة الفلسطينية نصف مليار شيكل (نحو 155 مليون دولار)، وهو ما استنكرته حركتا "حماس"، و"الجهاد الإسلامي".
حسب القناة نفسها، فإن غانتس أبلغ عباس، خلال اللقاء، بأن وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وافق على إقراض السلطة الفلسطينية نصف مليار شيكل، وأضافت أن القرض الإسرائيلي للسلطة سيتم سداده من أموال المقاصة اعتباراً من يونيو/حزيران 2022.
المقاصة هي عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجبيها الحكومة الإسرائيلية نيابة عن السلطة، على واردات الأخيرة من إسرائيل والخارج، مقابل عمولة 3%.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، في بيان صحفي: "لقاء رئيس السلطة محمود عباس مع وزير الحرب بيني غانتس مُستنكَر ومرفوض من الكل الوطني، وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني".
كما أضاف أن "مثل هذه اللقاءات استمرار لوهم قيادة السلطة في رام الله، بإمكانية إنجاز أي شيء لشعبنا الفلسطيني عبر مسار التسوية الفاشل". البيان نفسه لفت إلى أن هذا السلوك "يُعمِّق الانقسام السياسي الفلسطيني، ويُعقّد الحالة الفلسطينية".
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية اللقاء، وقال الناطق باسم الحركة طارق سِلْمي، في تصريح صحفي، إن "لقاء عباس-غانتس الذي جاء على وقع جرائم الاحتلال وحصاره وعدوانه طعنة لشعبنا".
كما أضاف أن "دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال، بأوامر من غانتس، لا تزال على الأرض لم تجف بعد".