اتهم تحقيق أفراداً من العائلة الملكية السعودية وأصدقاءهم فاحشي الثراء بأنهم يقفون وراء الزيادة الكبيرة في تهريب الفهود من إفريقيا، حيث يعتبرون هذا النوع من الحيوانات رمزاً للمكانة المرموقة.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن حوالي 60% من الفهود الـ3600 التي هُرِّبت بشكل غير قانوني بين عامي 2010 و2019 كانت متجهة إلى السعودية.
جاء ذلك في تقرير صادر عن باتريشيا تريكوراتش، خبيرة الحياة البرية المستقلة التي تعمل في حماية الفهود منذ عقدين، وعادة ما تكلف الفهود ما يزيد على 6700 دولار، وأسعار الأشبال والإناث هي الأعلى.
كانت أعداد الفهود البرية قد انخفضت من حوالي 100 ألف في مطلع القرن العشرين إلى حوالي 7000، وهي مدرجة في قائمة أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، ولذا حُظرت التجارة الدولية في الفهود عام 1975.
تقول باتريشيا، التي نُشرت تقاريرها في مجلة Science Direct: "أتلقى تقارير كل أسبوع تقريباً عن تهريب الفهود إلى السعودية؛ إذ يميل أفراد العائلة المالكة إلى امتلاك مجموعات من الحيوانات الغريبة، ويميل الأشخاص العاديون إلى تقليدهم؛ لأنها رمز للمكانة المهمة".
أشارت باتريشيا إلى أن العديد من "الفهود تُزال أسنانها ومخالبها بطريقة بربرية حتى لا تؤذي مربيها، ويموت الكثير منها قبل أن تبلغ سن عام"، مضيفةً أنها "تموت صغيرة، وهذا على الأرجح سبب استمرارهم في شراء المزيد منها".
كذلك شهدت منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، وتيك توك، ويوتيوب، عرض الكثير من هذه الفهود، وهو ما يزيد من رواج هذه الممارسة.
تقول لولوة المرشد، الناشطة السعودية والمتطوعة في منظمات إنقاذ الحيوانات، إن اقتناء الفهود "أصبح عادة رائجة، لكونها علامة على الثروة. وفي هذه الأيام يسعى الناس وراء الثروة، وهذا كل ما يهتمون به. وهذه الحيوانات ليست إلا ضحايا هذه الرغبات".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه، في أبريل/نيسان الماضي، نزف شاب سعودي يبلغ من العمر 22 عاماً حتى الموت بعد أن هاجمه الأسد الذي يربيه، وأظهر مقطع فيديو حديث على تويتر فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام تحاول جاهدة كبح جماح فهد أليف.
دفع ذلك البعض للمطالبة بتشديد قوانين المملكة التي تُفرض فيها غرامات تصل إلى 30 مليون ريال (حوالي 8 ملايين دولار) والسجن عشر سنوات عقاباً على تربية حيوانات غريبة.