بدأ الأسير الفلسطيني، محمد قاسم العارضة (39 عاماً)، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن إسرائيلي؛ احتجاجاً على إجراءات عقابية بحقه.
إذ قال كريم عجوة، محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (تابعة لمنظمة التحرير)، في بيان، إن الأسير "العارضة" شرع، الإثنين، في إضراب مفتوح عن الطعام؛ احتجاجاً على ظروف عزله القاسية، والعقوبات التي فرضتها عليه إدارة سجن عسقلان منذ نقله إليه قبل 6 أيام.
عجوة أوضح أن "إدارة السجن أجرت محاكمة داخلية للأسير العارضة يوم الجمعة الماضي، ثم فرضت عليه عدة عقوبات تمثلت بـ14 يوماً في زنازين العزل الانفرادي دون أي مقتنيات شخصية وأغطية، ومنعه من زيارات الأهل لمدة شهرين، إضافة لفرض غرامات مالية".
ظروف صعبة
من جهته، شدّد الأسير "العارضة" للمحامي خلال زيارته، الإثنين، على أنه يُحتجز في ظروف صعبة بزنزانة متسخة وضيقة ورائحتها كريهة، ولا يوجد معه سوى ما يرتديه من ملابس، منوهاً إلى أنه لم يستحم منذ عدة أيام، بسبب وجود كاميرا في حمام الزنزانة.
"العارضة" لفت إلى أنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى تحسين ظروفه الاعتقالية التي وصفها بالصعبة والقاسية.
في حين قدم الادعاء الإسرائيلي، الأحد الماضي، لوائح اتهام ضد الأسرى الستة، الذين تمكنوا من الفرار من سجن "جلبوع" شديد التحصين، قبل أن يُعاد اعتقالهم.
حيث قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية إن الادعاء العام قدم أمام محكمة الناصرة المركزية (شمال) لوائح اتهام ضد الأسرى الستة تتضمن تهمة الهروب من الحجز القانوني، وعقوبتها القصوى هي السجن 7 سنوات.
تفريق الأسرى الستة
يشار إلى أنه تم تفريق الأسرى الستة على سجون مختلفة ووضعهم بزنازين عزل، وذلك في أعقاب التحقيق معهم، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
و"العارضة" من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهو أحد ستة أسرى فروا عبر نفق حفروه في زنزانتهم إلى خارج سجن "جلبوع" شمالي إسرائيل، في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، لكن أُعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.
كان "العارضة" قد اعتقُل في عام 2002، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، بتهمة مقاومة الاحتلال، وتنفيذ عمليات ضد جنود ومستوطنين.
خلال اعتقاله، حصل "العارضة" على العديد من الدورات في تخصصات دينية وسياسية وثقافية، إلى جانب حصوله على شهادة بكالوريوس في علم التاريخ من جامعة الأقصى في غزة، وحصوله كذلك على شهادة ماجستير مهني في إدارة الأعمال تخصّص إدارة مؤسسات من جامعة القاهرة في مصر، فيما أكمل حفظ القرآن غيباً.
جدير بالذكر أن إسرائيل تعتقل نحو 4850 فلسطينياً في 23 سجناً ومركز توقيف، بينهم 41 أسيرة و225 طفلاً و520 معتقلاً إدارياً (دون تهمة)، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
فيما تؤكد تقارير مختلفة محلية ودولية أن الأسرى المضربين يعانون أوضاعاً صحية في غاية الصعوبة، وهي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يعانون من نقص في كمية الأملاح والسوائل بأجسادهم، ومن الإعياء والإجهاد الشديدين، والصداع، وانتهاكات أخرى مختلفة.