قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الولايات المتحدة ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى الاعتراف بحكومة "طالبان" في أفغانستان.
"خان" أضاف، في مقابلة أجراها مع قناة "تي آر تي وورلد" التركية، السبت، أن "اعتراف باكستان أحادي الجانب بطالبان لن يكون له أي تأثير، وإن الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا يجب أن تعترف بها أولاً"، مؤكداً أن "واشنطن ستضطر إلى الاعتراف بوجود حركة طالبان الفعلي في السلطة بأفغانستان".
فيما دعا رئيس الوزراء الباكستاني المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة للحكومة الأفغانية الجديدة؛ لكونها تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية.
كما تابع: "إذا لم يساعد المجتمع الدولي الشعب الأفغاني، فستحدث أزمة إنسانية في البلاد"، مشيراً إلى أن استخدام القوة العسكرية في التعامل مع النزاعات لا يعد حلاً.
بينما نفى عمران خان بشدة، المزاعم القائلة بأن إسلام آباد تساعد "طالبان" لإحكام سيطرتها على أفغانستان.
اتهامات أمريكية لباكستان
كانت باكستان قد وصفت مؤخراً مشروع القانون الذي قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي للتحقيق في دور إسلام آباد في سيطرة "طالبان" على أفغانستان، بأنه "غير مبرر ويتعارض مع روح التعاون بين باكستان والولايات المتحدة".
إذ أوضحت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، الأربعاء، أن التعاون الأمني بين البلدين ضد أي تهديد إرهابي محتمل من المنطقة له أهمية بالغة، لافتاً إلى أن مثل هذا المشروع القانوني المقترح "لا لزوم له، وضارٌّ".
يشار إلى أن التحقيقات الأمريكية الموجهة ضد الأنشطة الباكستانية في أفغانستان كانت قد أثارت ردود فعل من قِبل السياسيين الباكستانيين، وفي مقدمتهم عمران خان.
جدير بالذكر أن عمران خان صرح، في مقال كتبه بصحيفة "واشنطن بوست" في 27 سبتمبر/أيلول الجاري، بأنه فوجئ بأن الكونغرس الأمريكي لم يشر إلى التضحيات التي قدمتها باكستان لأكثر من 20 عاماً في الجلسات الخاصة بأفغانستان، متابعاً أنه بدلاً من ذلك تم اتهام بلاده في الخسائر الأمريكية، داعياً إلى عدم إلقاء اللوم على باكستان فيما حصل بأفغانستان.
كان 20 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي قد أعدوا، قبل أيام، مشروع قانون بعنوان "قانون مكافحة الإرهاب والرقابة والمساءلة في أفغانستان"، يطالب بإجراء تحقيق في دور باكستان في سيطرة "طالبان" على أفغانستان.
في السياق، كانت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية قد كشفت خلال الشهر الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد لا تعترف بحكومة طالبان في القريب العاجل، رغم أن تأجيل القرار قد يعقّد من الأمور.
المجلة قالت إن "حركة طالبان تقوم بتوطيد سلطتها على البلاد عبر المراسيم والبندقية، مما يثير أسئلة حول ما إذا قامت الحكومة الأمريكية والحكومات الأخرى بالاعتراف بحكومتها، فهذا الاعتراف يفتح لها الباب للحصول على الأموال المجمدة ومقعد في الأمم المتحدة وحصانة دبلوماسية عند السفر إلى الخارج. وأي اعتراف بحكومة طالبان على المدى القريب يعني إثارة غضب الكونغرس، مما ينعكس سلباً على الموقف السياسي للبيت الأبيض".
ممثلو الدول الأجنبية في كابول
في غضون ذلك، التقى القائم بأعمال وزير خارجية حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان، أمير خان متقي، الخميس، ممثلين دبلوماسيين للدول الأجنبية في العاصمة كابول.
خلال كلمة له في الحفل، أعرب متقي عن سعادته لمواصلة بعض الدول أنشطتها الدبلوماسية في كابول، منوهاً إلى أن ضمان سلامة الممثلين الأجانب هو أحد واجبات الحكومة الأساسية.
القائم بأعمال الوزير الأفغاني قدّم شكره للدول التي ترسل مساعدات إغاثية بعد التغيير السياسي بأفغانستان، مضيفاً أن طالبان ترغب في فتح فصل سياسي جديد من خلال إقامة نظام حكومي جديد بالبلاد والحفاظ على علاقات جيدة مع العالم.