قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن معرض "إكسبو 2020 دبي"، الذي افتُتح قبل يومين، قدَّم أرقاماً متضاربةً حول وفيات العمال في مواقع الإنشاءات التابعة لمشروع المعرض العالمي، حيث قال في البداية إنهم خمسة، ثم ذكر لاحقاً أنهم ثلاثة فقط.
فحينما ضُغط على المُتحدثة الرسمية باسم المعرض، سكونيد ماكغيتشين، في مؤتمر إخباري لتُقدم أعداداً لوفيات العمال، قالت: "لقد شهدنا خمس وفيات حتى الآن"، مُضيفةً: "أنت تعرف، إنها لمأساة دائماً أن يموت شخصٌ ما".
كذلك اعترفت ماكغيتشين بأن السلطات كانت على علم بأن شركات الإنشاءات كانت "تحتجز جوازات السفر" وتنخرط في "ممارسات توظيف" مشبوهة وتمارس اختراقات لقواعد السلامة في المواقع الإنشائية، مضيفة: "لقد اتخذنا خطوات لتأمين أولئك المعنيين، وتدخَّلنا بشكل كبير في القضايا المتعلقة بذلك"، دون توضيح.
لكن بُعيد الساعة الخامسة من مساء السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل أن يمر أكثر من بضع ساعات على نشر وكالة Associated Press كلام ماكغيتشين، أصدرت إدارة المعرض بياناً جاء فيه: "للأسف وقعت ثلاث وفيات مرتبطة بالعمل، و72 إصابة حتى الآن".
تضارب بلا تفسير
بينما لم يفسر مسؤولو "إكسبو" على الفور التضارب في بياناتهم، وجاء ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه المعرض، والإمارات بشكل عام لانتقادات من مناصري حقوق الإنسان بخصوص المعاملة التي تتلقاها العمالة الوافدة منخفضة الأجر، والتي تُبقي اقتصاد الدولة مزدهراً.
بيان "إكسبو" هذا هو الأول الذي يورد تفاصيل الوفيات والإصابات الخطيرة المرتبطة بالعمل، والمصنفة على أنها تحتاج إلى إجازة من العمل لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، بين 200 ألف عامل على مدى أكثر من 247 مليون ساعة عمل. وحدد البيان كيفية ومكان موت العمال الثلاثة.
في حين حاول المعرض التقليل من هذا الأمر، قائلاً إن "معدل تكرار الحوادث، وهو حساب يُستخدم لقياس الحوادث على مدى فترة زمنية محددة من العمل، بلغ 0.03 مقارنة بمعدل 0.07 بقطاع البناء في بريطانيا، كما سجلته إدارة الصحة والسلامة بالمملكة المتحدة"، وفق قوله.
كانت إدارة المعرض قد رفضت لشهور أن تُقدم أي أرقامٍ حول أعداد ضحايا مواقع الإنشاءات- التي امتدت لستِّ سنوات- في المشروع الذي بلغت تكلفته 7 مليارات دولار، والمُقام في الصحراء المتاخمة لمدينة دبي، والمصمم بهدف صقل سمعة المدينة عالمياً وجذب ملايين السياح.
انتقاد أوروبي
غير أن الاعتراف بأعداد الوفيات جاء مؤخراً، لأن البرلمان الأوروبي كان قد طالب الشهر الماضي، بامتناع الدول عن المشاركة في المعرض، مستشهداً بـ"ممارسات الإمارات غير الإنسانية تجاه العاملين الأجانب"، والتي زادت سوءاً خلال فترة الوباء. وبالاقتراب من موعد افتتاح المعرض، راحت الشركات "تجعل العاملين يوقّعون على مستندات غير مترجمة، وتحتجز جوازات سفرهم، وتُشغّلهم لعدد ساعات كبير في ظروف جوية غير محتملة، وموفرة لهم ظروف سكن غير آدمية"، حسب نص القرار.
إلا أن المعرض قال إنه ملتزم بأعلى المعايير إزاء المتعاقدين معه، ويواصل التركيز بشدة على العمل معهم من أجل التحسين المستمر.
فيما تخضع المشروعات الضخمة في منطقة الخليج، مثل معرض إكسبو وغيره، لتدقيق دولي، إذ تنتقد جماعات حقوقية ظروف العمال المهاجرين ذوي الأجور المنخفضة.
حسب وكالة Bloomberg الأمريكية، لا يتمتَّع العاملون في الإمارات بوجود أي نقابات، ولديهم حماية محدودة، ويعملون عادةً لساعات طويلةٍ مقابل أجورٍ زهيدة، ويعيشون في ظروف أقل من الحد المقبول.
وقد أثبتت حرارة دبي الحارقة في أوائل الخريف أنها خطيرة حتى بالنسبة لأولئك الذين يزورون الموقع في يوم افتتاحه الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول، حيث فقد بعض السياح الوعي في طقس رطب، درجة الحرارة فيه بلغت 40 درجة مئوية (104 درجات فهرنهايت).