كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن القضاء العسكري الجزائري وجّه تهمة التخابر مع دولة أجنبية لمدير جهاز الأمن الخارجي والتوثيق السابق اللواء محمد بوزيت.
وكان الرئيس عبدالمجيد تبون قد أقال بوزيت شهر يناير/كانون الثاني 2021 بعد 9 أشهر من تعيينه للمرة الثانية على رأس الجهاز، بعدما أقيل سنة 2019 من المنصب ذاته الذي شغله منذ 2013.
ووفق المصدر نفسه فقد أودع بوزيت الحبس المؤقت بالسجن العسكري لولاية البليدة الأسبوع الماضي في انتظار محاكمته.
من هو الجنرال بوزيت؟
عمل الجنرال محمد بوزيت (مواليد 1960) المدعو يوسف في عديد النواحي العسكرية داخل الجزائر، وكذلك عمل ملحقاً عسكرياً لسنوات في الأردن.
وشغل عدة مناصب سامية في جهاز الأمن والاستعلام (المخابرات)، إذ تقلد منصب المفتش العام في دائرة الاستعلام والأمن تحت قيادة الفريق المتقاعد محمد مدين المدعو توفيق إلى غاية 2013، أي استلم قيادة مديرية الأمن الخارجي حتى شهر مارس 2019.
ويعد بوزيت من أبرز الخبراء الأمنيين في الجزائر بسبب الدورات التكوينية العديدة التي حصل عليها، وقد لعب دوراً مهماً في تطوير عدة مصالح في المخابرات الجزائرية.
كما لعب دوراً مهماً في نهاية التسعينات، إذا ساهم في إقناع الجماعات الإرهابية بالنزول من الجبال وإلقاء السلاح مقابل العفو عنهم، وهي العملية التي كان يقودها الجنرال القوي في المخابرات وقتها إسماعيل العماري.
تهمة الجنرال
وفق مصادر لـ"عربي بوست" فإن اللواء محمد بوزيت متهم بالتخابر لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكشف موقع "موند أفريك" الفرنسي أن بوزيت يواجه تهماً خطيرة أخرى، منها ترويج منشورات من شأنها تقويض الأمن القومي، إضافة إلى تلقي مزايا غير مستحقة والثراء غير المشروع.
ويعد جهاز الأمن الخارجي والتوثيق أحد فروع المخابرات الجزائرية الثلاثة وهي: مديرية الأمن الداخلي ومديرية الأمن الخارجي ومركز الاتصال والنشر.
يذكر أن العلاقات الجزائرية الإماراتية عرفت توترات غير مسبوقة منذ وصول الرئيس عبدالمجيد تبون إلى السلطة نهاية 2019، بسبب ملف التطبيع والتقارب الجزائري التركي فيما يخص الملف الليبي.
وكان موقع مغرب إنتليجنس الفرنسي قد كشف قبل أشهر في تقرير له أن أبوظبي تتحرّك ضدّ الجزائر، وتعمل على ممارسة ضغوط على قيادتها بسبب عدد من المواقف لم تُرضِ سياسة الإمارات في المنطقة.
وحسب المصدر ذاته، فإن أبوظبي بعثت برسالة تهديد للجزائر عن طريق بوزيت أثناء توليه منصب مدير جهاز الأمن الخارجي.
وردّت الجزائر على أبوظبي بعدها برفض مساعدات إماراتية طبية ومالية عرضتها الأخيرة كبادرة حُسن نية لفتح صفحة جديدة، حسب ما كشفه "عربي بوست" في خبر حصري تداولته جل المواقع العربية والأجنبية.
عشرات الجنرالات في السجن
يتواجد نحو 30 جنرالاً وعديد الضباط في السجن العسكري لولاية البليدة (50 كلم جنوبي العاصمة) يواجه أغلبهم تهماً تتعلّق بالثراء والمساس بالأمن.
وكان آخر المسجونين والأثقل وزناً الأمين العام السابق لوزارة الدفاع الوطني اللواء عبد الحميد غريس، الذي أمر قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية بالبليدة قبل أسبوعين بوضعه بالحبس المؤقت بتهم عدة من بينها الإثراء غير المشروع وإساءة استخدام الوظيفة واختلاس الأموال العمومية.
ويتواجد بالسجن العسكري أيضاً مدير الأمن الداخلي السابق الجنرال واسيني بوعزة الذي حكم عليه بالسجن لـ16 سنة إضافة إلى تجريده من جميع الرتب العسكرية التي حازها.
تبون يطيح بقيادات نافذة
قام الرئيس عبدالمجيد تبون بتغيرات كبيرة داخل المؤسسة العسكرية منذ وصوله إلى سدة الحكم نهاية 2019، وبالضبط بعد الوفاة المفاجئة لقائد الأركان القوي الفريق أحمد قايد صالح.
ومسّت التغيرات في البداية قادة النواحي العسكرية الذين ظلوا في مناصبهم لأكثر من 15 سنة رفقة قائد الأركان الراحل الفريق أحمد قايد صالح.
وطالت تغيرات تبون أهم مديريتين في المخابرات بحيث مست جهاز الأمن الخارجي بتعيين اللواء نور الدين مقري خلفاً للواء محمد بوزيت في 20 يناير الماضي.
وفي السابع من نفس الشهر تم تنصيب اللواء محفوظ بن مداح، قائداً جديداً للقوات البحرية بالإنابة، خلفاً للواء محمد العربي حولي.
كما عين اللواء عبد الغاني راشدي على رأس مديرية الأمن الداخلي شهر أبريل/نيسان 2020، خلفاً للواء وسيني بوعزة، المسجون، والذي تم تجريده من رتبته وتنزيلها لأدنى رتبة وهي جندي.
وشملت التغييرات التي أجراها الرئيس تبون منذ مجيئه عدة مناصب عسكرية، حيث عين في شهر أغسطس 2020 كلاً من اللواء فريد بجغيط رئيساً لدائرة الإشارة والمعلومات والحرب الإلكترونية خلفاً للواء عبد القادر لشخم، واللواء حواس زياري رئيساً لدائرة التنظيم والإمداد بأركان الجيش خلفاً للواء علي عكروم، واللواء سليم قريد قائد الأكاديمية العسكرية بشرشال مديراً للصناعات العسكرية بوزارة الدفاع خلفاً للواء رشيد شواكي، والعميد إسماعيل صديقي مديراً مركزياً للعتاد بوزارة الدفاع خلفاً للواء محمد تبودلت. وفي نفس الشهر عين قائداً جديداً على رأس جهاز الدرك الوطني، حيث نصب العميد نور الدين قواسمية خلفاً للواء عبد الرحمان عرعار، ليقال هو الآخر بعدها بأشهر ويعيّن العميد علي يحيى والحاج خلفاً له.