كشف موقع CNN International الأمريكي نقلاً عن وسائل إعلام كورية شمالية، الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، أن كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ترقَّت إلى منصب في أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد.
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية في كوريا الشمالية KCNA، إن كيم يو جونغ أصبحت الآن عضواً في "لجنة شؤون الدولة" (SAC)، وهي الهيئة الحاكمة في البلاد ويرأسها شقيقها القائد الأعلى كيم جونغ أون.
كانت كيم يو جونغ بالفعل إحدى أهم الشخصيات السياسية في البلاد ومستشاراً رئيسياً لأخيها، لكن وصولها إلى مقعد في لجنة شؤون الدولة هو أعلى منصب رسمي تشغله.
كما شملت حركة التغييرات الطارئة على لجنة شؤون الدولة ترقي 7 شخصيات أخرى إلى جانب كيم يو جونغ، وإن ظلت هي المرأة الوحيدة في اللجنة. وأُحيل 9 أعضاء إلى التقاعد أو أُنقصت رتبته، ومنهم باك بونغ جو البالغ من العمر 82 عاماً، وصانع السياسة الاقتصادية لكيم جونغ أون على مدار العقد الماضي.
وأُنقصت رتبة ري بيونغ تشول، قائد برنامج الأسلحة في كوريا الشمالية والمستشار العسكري الأعلى في عهد كيم جونغ أون. وقد حلَّ محله الجنرال العسكري باك جونغ تشون، الذي كان يتولى الإشراف على تطوير أسلحة جديدة للبلاد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشرف باك على اختبار صاروخي لما زعمت كوريا الشمالية أنه أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو صاروخ -إذا صحَّت الأخبار- لديه الإمكانية لأن يكون أحد أسرع الأسلحة وأدقَّها في العالم، ويمكن تزويده برأس حربي نووي، بحسب ما يقوله خبراء.
لماذا تعد تلك الترقية لشقيقة زعيم كوريا الشمالية مهمة؟
يبدو أن ترقية كيم يو جونغ إلى اللجنة الأساسية لصناعة القرار في البلاد ينطوي على مزيد من التعزيز الرسمي لدورها في قيادة كوريا الشمالية.
يُعتقد أنها إحدى أشد المقربين من أخيها وأوثقهم لديه، ففي العام الماضي وصفتها وكالة الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية في تقييمٍ لها بأنها "الشخصية الثانية في البلاد بحكم الواقع"، ومع ذلك فقد ظل وضعها الرسمي دائماً غير واضح.
كانت كيم يو جونغ الوجه الدعائي لكوريا الشمالية ورئيسة وفد البلاد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية، حيث التقت الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن. وكان لها الفضل في التنسيق لانعقاد القمة الأولى من نوعها بين مون وشقيقها، وكان لها مقعد على طاولة الحوار، ثم كانت بجانب كيم جونغ أون في سنغافورة عندما التقى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
في عام 2020، أبلغت وكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية نواب الجمعية الوطنية للبلاد بأنها عُيِّنت مسؤولة عن العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
في الآونة الأخيرة، أدلت بصفتها نائب مدير اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي بتصريحات عامة لاذعة حول العلاقات بين الكوريتين، وإدارة بايدن الجديدة، ودافعت عن تجارب إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية.
ومع ذلك، فإن صعود كيم يو جونغ إلى القمة لم يكن سلساً، ففي وقت سابق من هذا العام، عُزلت من منصب العضو الثاني في المكتب السياسي البارز في كوريا الشمالية وأُنقصت رتبتها من "النائب الأول لمدير المكتب" إلى "نائبٍ لمدير المكتب".
وقال معنيون بشؤون كوريا الشمالية وقتها إن ما يبدو أنه إنقاص لرتبتها قد يكون له علاقة بتركيز كيم جونغ أون على إجراء تعديلات في المكتب السياسي ليشمل مزيداً من الخبراء الاقتصاديين. وتكهن آخرون بأنها ربما تكون تعرضت لانتقادات شديدة بسبب إدارتها للعلاقات بين الكوريتين الصيف الماضي، عندما أصدرت أوامر للقوات المسلحة لكوريا الشمالية لتفجير مكتب ارتباط مشترك بلغت تكاليف إقامته 8 ملايين دولار في مدينة كايسونغ للتعبير عن سخط بيونغ يانغ على سيول.