نفد الوقود في نحو 90% من المحطات في مدن رئيسية ببريطانيا، الإثنين 27 سبتمبر/أيلول 2021، بعد أن عمّقت عمليات الشراء بدافع الذعر أزمة في سلسلة إمدادات محطات الوقود بالمحروقات.
رابطة تمثل موزّعي الوقود المستقلين، الذين يشكلون حالياً نحو 65% من كل الموزعين البريطانيين، قالوا إن أعضاءها أبلغوا عن نفاد الكميات المتاحة لديهم بنسب تتراوح بين 50 و90% في بعض المناطق.
وزراء في حكومة بوريس جونسون طالبوا المواطنين بالتوقف عن الشراء بدافع الذعر، وقال وزير البيئة البريطاني جورج إيوستس، إنه ليس هناك أي نقص في الوقود.
كذلك حث الوزير الناس على التوقف عن الشراء المحموم خوفاً من نفاده، وأضاف أنه "لا توجد أي خطط للاستعانة بالجيش لقيادة الشاحنات، على الرغم من أن وزارة الدفاع ستساعد في اختبار سائقي الشاحنات".
من جانبهم، قال مورّدو وقود إنهم يتوقعون عودة الوضع إلى طبيعته قريباً، وذكر بيان صادر عن عدة شركات نفطية أن "هنالك وفرة في الوقود في المصافي والمنافذ في بريطانيا، ونحن في صناعة الوقود نعمل عن كثب مع الحكومة للمساعدة في ضمان توفير الوقود وتسليمه للمحطات بجميع أنحاء البلاد".
إلا أن هذه التطمينات قابلها تشكيك من شركات النقل ومحطات الوقود وتجار التجزئة، الذين قالوا إنه لا توجد حلول سريعة، لأن النقص في سائقي الشاحنات المقدر بحوالي 100 ألف كان حاداً، ولأن نقل الوقود يتطلب تدريباً ورخصاً إضافية.
جوردون بالمر، المدير التنفيذي لرابطة تمثل موزعي الوقود المستقلين قال: "للأسف نحن نشهد عمليات شراء بدافع الذعر للوقود في الكثير من مناطق البلاد (…) نحتاج لبعض الهدوء، أرجوكم لا تشتروا بدافع الذعر".
نجمت أزمة الوقود التي تعيشها بريطانيا عن نقص أعداد سائقي الشاحنات، ما دفع منافذ تجارة التجزئة للتحذير من أن ذلك قد يوجه ضربة كبرى لخامس أكبر اقتصاد في العالم.
كان للنقص الحاد في عدد سائقي الشاحنات، بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإثر جائحة كوفيد-19، دور في نشر الفوضى عبر سلاسل الإمداد البريطانية في كل المجالات، من الغذاء إلى الوقود، ما زاد احتمالات الاضطراب في وصول السلع وارتفاع الأسعار في الفترة التي تسبق احتفالات عيد الميلاد.
كانت محطات الوقود في أنحاء بريطانيا قد شهدت يوم الأحد الفائت طوابير طويلة من السيارات، وأُجبرت العديد من المحطات على الإغلاق.
وكالة رويترز قالت إن أغلب مضخات ومحطات الوقود في أنحاء المدن البريطانية، أمس الإثنين، كانت إما مغلقة أو تُعلق لافتات تقول إن الوقود غير متاح.
من جهتهم، أصرّ وزراء بريطانيون على أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ليس له علاقة بالأزمة الحالية في السائقين، رغم أن 25 ألفاً منهم عادوا لأوروبا قبل تطبيق انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي.
لم تتمكن بريطانيا من اختبار 40 ألف سائق بسبب الإجراءات التي فُرضت لمكافحة كوفيد-19، فيما أعلنت الحكومة الأحد الفائت عن خطة لإصدار تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق أجنبي.