أفادت وسائل إعلام هولندية، بأن ثمة معلومات استخباراتية تتحدث عن مخطط "للاعتداء أو خطف" رئيس الوزراء مارك روته، الأمر الذي دعا الأجهزة الأمنية إلى زيادة إجراءات حمايته وتأمينه، على خلفية تلك التهديدات.
فقد تعرض روته للاستهداف من قِبل عصابة مخدرات عقب مقتل صحفي ناشط واغتيال محامٍ عام 2019 في أعقاب محاكمة عصابة مافيا بارزة، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2021.
من المعروف عن روته (54 عاماً)، أنه يحب ركوب الدراجات والتجول في أرجاء مدينة لاهاي، لكنه الآن تحت حماية وحدة شرطة مسلحة للنخبة على مدار 24 ساعة، بعد تعرضه للرصد من "مراقبين" لهم علاقة بعصابات مخدرات.
بينما لم يرِد أي بيان حكومي من أي جهة يؤكد أو يدحض تلك الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام، بهذا الخصوص. وقال المتحدث الرسمي: "نحن لا ندلي بتصريحات أبداً بشأن الأوضاع والتدابير الأمنية".
كانت هولندا قد اهتزت بسبب جرائم القتل والاغتيال الجماعي التي تشنها "موكرو مافيا"، وهي إشارة إلى أصول المهاجرين ذوي الأصول المغربية لشبكات الجريمة المنظمة القوية لمهربي المخدرات.
"مراقبة العصابات"
في حين يُعتقد أن روته يخضع مؤخراً لمراقبة العصابات بالتزامن مع اغتيالات لشخصيات عامة رائدة ومحاكمة رضوان التاغي، أحد أباطرة تجار المخدرات المزعومين.
إذ قالت صحيفة De Telegraaf الهولندية: "رُصد المراقبون بالقرب من روته. وقد يكون من بينهم مشتبهون تابعون لموكرو مافيا". وأخبرت مصادر أمنية صحيفة Het Parool بأن التهديد قد تحدد في مطلع الشهر الجاري (سبتمبر/أيلول)، وأنه أُخذ "على محمل الجد".
من جهتها، تعتقد مصادر أمنية وشرطية أن خطط قتل أو اختطاف روته مرتبطة بحملة مخدرات وإرهاب تهدف إلى زرع الخوف وزعزعة استقرار الدولة الهولندية. وقال أحد المصادر: "إن اغتيال أو خطف روته يتوافق مع الموقف".
يشار إلى أن روته كان قد شجب سابقاً عمليات الاغتيال بصفتها هجمات على المجتمع الهولندي وحرياته، متعهداً باتخاذ إجراءات جديدة في "معركة ستحقق فيها هولندا النصر". وأعلنت حكومته المؤقتة، مع استمرار محادثات الائتلاف عقب الانتخابات المنعقدة في مارس/آذار، الأسبوع الماضي، عن منح أكثر من 500 مليون دولار أمريكي لمكافحة الجريمة التخريبية.
"صندوق حرب"
كما أشارت مصادر من عالم الجريمة المنظمة إلى أن "التاغي" يمتلك صندوق حرب بقيمة نحو 30 مليون دولار أمريكي، و"مخططاً غير مكتمل" لزعزعة استقرار البلاد.
بحسب صحيفة The Times البريطانية، تؤدي العصابات الهولندية دوراً رئيسياً في تجارة المخدرات الدولية مع شبكات الجرائم، مثل تلك التي يزعم أن "التاغي" أدارها، باستخدام روتردام، أكبر ميناء في أوروبا، لتهريب شحنات كبيرة من الكوكايين من أمريكا اللاتينية.
في غضون ذلك، لوحظت الحماية المشددة على روته من وحدة شرطة النخبة، وجهاز الأمن الملكي والدبلوماسي، خلال جلسات البرلمان الأخيرة. لكن في البداية كان يُعتقد أنها مرتبطة بخيرت فيلدرز، الزعيم الهولندي اليميني المتطرف.
جدير بالذكر أن فيلدرز (58 عاماً)، زعيم حزب الحرية المناهض للمسلمين، يعيش تحت حماية الشرطة منذ عام 2004. وقال عن التهديد الموجه لروته: "إنه أمر فظيع لا تتمنى أن يعيشه أحد".