قال نائب رئيس "مجلس السيادة" السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، السبت، 25 سبتمبر/أيلول 2021، إن الترويج بوقوف العسكريين وراء المحاولة الانقلابية هدفه استعطاف الشعب السوداني والمجتمع الدولي، واصفاً ذلك بأنه "نفاق".
جاء ذلك في خطاب للمسؤول السوداني خلال تقديم واجب عزاء شرقي العاصمة الخرطوم، وفق بيان وزعه إعلام قوات "الدعم السريع"، التي تتبع الجيش، ويقودها حميدتي.
محاولة انقلاب حقيقية
دقلو أضاف: "المحاولة الانقلابية حقيقية ومكتملة الأركان، والترويج بوقوف العسكريين وراء الانقلاب محاولة لاستعطاف الشعب السوداني والمجتمع الدولي".
تابع: "الحديث عن دعمنا للسيولة الأمنية (الانفلات الأمني) لتسهيل الانقلاب نفاق، ونحن منحناهم القوة (المكون المدني بمجلس السيادة)، ولن نسكت عن الحق".
زاد: "تقدمت باستقالتي من مجلس السيادة 3 مرات وتم رفضها، ولن نجلس معهم (المكون المدني بمجلس السيادة) في اجتماع مرة أخرى".
يذكر أنه ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخاباتٍ مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام، في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حيث تدير البلاد خلال الفترة الانتقالية حكومة مدنية، ومجلس سيادة (بمثابة الرئاسة) مكون من 14 عضواً؛ 5 عسكريين و3 من الحركات المسلحة و6 مدنيين.
اتهامات للمكون العسكري
في المقابل وفي يوم الجمعة، اتهم محمد الفكي سليمان، وهو أحد أعضاء مجلس السيادة من المكون المدني، المكون العسكري، شريك السلطة الانتقالية في البلاد، بمحاولة السيطرة على الأوضاع السياسية.
كذلك قال الفكي خلال مقابلة مع تلفزيون السودان الرسمي: "هناك محاولة من المكون العسكري لتعديل المعادلة السياسية وهذا مُخلٌّ بعملية الشراكة"، معتبراً أن ذلك "هو الانقلاب الحقيقي وهو انقلاب أبيض".
في المقابل فقد سبق أن أعلن وزير الدفاع ياسين إبراهيم، إحباط محاولة انقلاب قادها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي، ومعه 22 ضابطاً آخرون برتب مختلفة وضباط صف وجنود.
فيما اتهم مسؤولون شخصيات من النظام السابق بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة الثلاثاء، بينما نفى حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم سابقاً خلال عهد عمر البشير، صحة ذلك، فيما انقسم السودانيون، على حساباتهم بمواقع التواصل، بين مصدّق لما أعلنته السلطات بشأن المحاولة الانقلابية، ومُشكك يتهم المكون العسكري بتدبيرها للانقلاب على السلطة الانتقالية.
مشاكل المواطنين
من جانبه قال البرهان، خلال حفل تخريج قوات عسكرية غربي العاصمة الخرطوم، إن "القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين"، فيما اعتبر حميدتي، في الحفل ذاته، أن "السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية".
تأتي التطورات الحالية في الوقت الذي حذّرت فيه الولايات المتحدة، الجمعة، من أن أي محاولة تجريها السلطات العسكرية في السودان لتقويض الإعلان الدستوري، "ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية بين واشنطن والخرطوم".
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وفق بيان للبيت الأبيض.
حيث أعرب سوليفان خلال الاتصال، عن "التزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم الانتقال الذي يقوده المدنيون إلى الديمقراطية في السودان، ومعارضتها أي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب"، بحسب البيان.
كما ذكر البيان أن الجانبين "ناقشا أهمية قيام الحكومة الانتقالية بإحراز تقدم مستمر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وإصلاح قطاع الأمن تحت قيادة مدنية، وتعزيز عملية السلام في السودان، وضمان العدالة والمساءلة عن الانتهاكات السابقة".
فيما أفاد بأن سوليفان "أشار إلى أن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، سيسافر إلى السودان الأسبوع المقبل؛ لتأكيد دعم واشنطن لعملية الانتقال التي يقودها المدنيون، ومناقشة التحديات الأمنية الإقليمية". وأوضح البيان أن سوليفان ذكر خلال الاتصال، أن "بايدن يتطلع إلى استضافة رئيس الوزراء حمدوك، والاجتماع معه في المستقبل القريب".