قالت قناة 12 الإسرائيلية الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إن سلطات الاحتلال أقرت ميزانية تقدر بـ10 ملايين دولار؛ وذلك لـ"تحصين" سجن جلبوع شمال الأراضي المحتلة، والذي شهد تمكّن ستة أسرى من انتزاع حريتهم من داخله الشهر الجاري.
ففي السادس من سبتمبر/أيلول 2021، تمكن الأسرى محمود ومحمد العارضة، إلى جانب زكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات وأيهم كمامجي، من الفرار عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع، لكن أعيد اعتقالهم بعد جهود أمنية مكثفة استمرت على مدار أسبوعين.
تحصين السجن "المحصّن"
بحسب القناة، فقد وضعت السلطات الإسرائيلية مخططاً جديداً لزيادة تحصينات سجن جلبوع، وذلك بعد أن أثار هروب الأسرى الفلسطينيين الستة ضجة واسعة في تل أبيب، وذلك لما يعرف عن السجن بأنه أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً.
القناة الـ12 الإسرائيلية قالت إن مخططاً سيكلف 37 مليون شيكل، أي ما يقارب 10 ملايين دولار، يستهدف منع أي محاولات فرار جديدة من هذا السجن.
تقوم خطة التحصين على ملء المساحات الفارغة تحت كل أقسام السجن بالإسمنت، لمنع الأسرى من حفر أنفاق مرة أخرى، كما تتضمن تثبيت وسائل تكنولوجية وأنظمة إنذار متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
في سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن شرطة الاحتلال أنفقت حوالي 6 ملايين شيكل، مليون ونصف المليون دولار تقريباً، على مدار أسبوعين كاملين، ضمن جهود مطاردة الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع.
وأكدت القناة العبرية أن هذه النفقات خاصة بالشرطة الإسرائيلية دون باقي الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأخرى في البلاد، موضحة أن الشرطة أنفقت 5.5 مليون شيكل على القوات والأفراد أثناء البحث، و300 ألف شيكل لتشغيل المروحيات، و200 ألف شيكل أخرى للطعام والشراب وغيرهما.
القلعة "جلبوع"
في أبريل/نيسان 2004 افتتحت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي سجن "جلبوع"، وتفاخرت بأنه الأشد تحصيناً بين سجونها، وزجّت فيه بمئات الأسرى الفلسطينيين بعد حملات اعتقال واسعة شهدتها سنوات انتفاضة الأقصى.
استعانت إدارة سجون الاحتلال بشركة أيرلندية لبناء السجن، على شكل (حصن منيع)، واعتُبر منذ تأسيسه أحد أكثر السجون قسوة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.
يقع سجن "جلبوع" في بيسان، شمال فلسطين المحتلة، قرب سجن "شطة"، الذي تعرض فيه الأسرى أيضاً لأبشع عمليات التنكيل من قبل السجانين خاصة خلال سنوات انتفاضة الأقصى.
تقول مؤسسات الأسرى إن سجن "جلبوع" يتكون من خمسة أقسام، في كل قسم منها 15 غرفة، تتسع كل منها لثمانية أسرى، ويعاني الأسرى فيه من ظروف بيئية صعبة؛ حيث نسب الرطوبة العالية.
لكن تمكّن ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من المحكومين بالسجن المؤبد، من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع"، بعد أن حفروا نفقاً استمر العمل فيه لشهور طويلة، وفقاً لتقديرات الاحتلال، الأمر الذي ترك صدمة وانتقادات واسعة للمنظومة في دولة الاحتلال.