سيكون مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أرفع مسؤول في إدارة الرئيس بايدن يزور السعودية، إذ يخطط المسؤول الأمريكي للسفر إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، في جولة تشمل التوقف في الرياض، وفق ما كشفه موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021.
كشفت مصادر مطلعة على خطط زيارة سوليفان، لموقع Axios، أن رحلة المستشار الأولى إلى المنطقة منذ توليه منصبه تشمل زيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.
فتور في العلاقات الأمريكية- السعودية
هذه الدول الثلاث هي شركاء للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، لكنها واجهت بعض التوترات منذ بداية إدارة بايدن. بينما أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية صعبة تحديداً بعدما تعهد بايدن خلال الحملة الانتخابية بجعلها دولة "منبوذة كما يجب".
بعد تولِّي بايدن منصبه، نشر تقريراً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يُحمِّل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في صحيفة The Washington Post، وأوقف صفقات الأسلحة مع السعوديين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
في الآونة الأخيرة، سحبت الولايات المتحدة منظومة "باتريوت" الدفاعية من المملكة العربية السعودية. وألغى وزير الدفاع لويد أوستن رحلته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية في اللحظة الأخيرة بحجة "مشكلات في الجدول الزمني".
كما توترت العلاقات الأمريكية مع مصر، خاصة بعدما جمّدت وزارة الخارجية 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لمصر بسبب سجل الدولة في مجال حقوق الإنسان.
الوضع مختلف لمصر والإمارات
لكن سمحت الولايات المتحدة بمرور 170 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وكانت تعمل مع مصر لمنع اندلاع تصعيد آخر بين إسرائيل وحماس في غزة.
يسعى المصريون أيضاً إلى الحصول على دعم واشنطن في نزاعهم مع إثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي، وهو مشروع تعتبره مصر تهديداً وجودياً لمواردها المائية.
من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية توني بلينكن بنظيره المصري يوم الخميس، 23 سبتمبر/أيلول، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بينما تمكنت الإمارات من الانتقال من إدارة دونالد ترامب إلى بايدن دون أي توتر كبير في العلاقة.
كما دعمت إدارة بايدن انخراط الإمارات مع إسرائيل بموجب اتفاقات إبراهيم، وسمحت بإبرام صفقة أسلحة مثيرة للجدل، وقَّعتها إدارة ترامب في سياق صفقة التطبيع مع إسرائيل.
إيران محور الزيارة الأمريكية
من المرجح أن تكون إيران محور تركيز رئيسياً في زيارة سوليفان؛ إذ يريد الإماراتيون رؤية الولايات المتحدة تتخذ موقفاً أقوى ضد أنشطة إيران الإقليمية.
قال أحد المصادر إنَّ المناقشات جارية لمعرفة ما إذا كان الجدول الزمني سيسمح بالتوقف في إسرائيل بعد عودة رئيس الوزراء نفتالي بينيت من الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر الأسبوع المقبل.
حسب الموقع الأمريكي، يريد بايدن تخصيص قدر أقل من اهتمام الولايات المتحدة على الشرق الأوسط وتوجيه المزيد من التركيز على الصين، وكانت هناك مخاوف في البلدان الثلاثة التي سيزورها سوليفان بشأن ما يعنيه الانسحاب من أفغانستان للمشاركة الأمريكية في المنطقة.
في أثناء الانسحاب، كانت قطر الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، التي كانت حتى 9 أشهر تحت حملة مقاطعة من السعودية والإمارات ومصر.